responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجز أحمد نویسنده : المعري، أبو العلاء    جلد : 1  صفحه : 435
إنما جمع الركبة مع أن للناقة ركبتين مجازاً، لأنه أراد الركبتين وما بينهما أو يكون قد سمى لكل جزء منه ركبة، ثم قال: تقعان فرجع إلى التثنية الحقيقية وترك المجاز، والأذفر: الذكي الرائحة.
يقول: إن ناقتي ترفعت وأنفت عن أن تقع ركبتاها على مبرك فيه التراب، وإنما أرادت أن تقع ركبتاها على المسك الأذفر، فلهذا قصدتك
فأتتك دامية الأظلّ كأنّما ... حذيت قوائمها العقيق الأحمرا
الأظل: باطن الخف الذي يلي الأرض، وحذيت أي جعل لها حذاءً وهو النعل.
يقول: جاءتك ناقتي والحجارة قد أدمت أخفافها، فكأنها حذيت بالعقيق الأحمر. شبه الدم الأحمر بالعقيق.
بدرت إليك يد الزّمان كأنّها ... وجدته مشغول اليدين مفكّرا
يقول: إن ناقتي سبقت إليك قبل أن يعلم الزمان فيعوقها عنك، فكأنها رأت الزمان مشغولا عنها فانتهزت الفرصة.
من مبلغ الأعراب أنّى بعدها ... لاقيت رسطاليس والإسكندرا
يقول: من مبلغ الأعراب الذين فارقتهم، أني رأيت ملكا كأنه أرسطاليس في حكمته وعلمه، والاسكندر في ملكه. كأنه يعرض بسيف الدولة.
ومللت نحر عشارها فأضافني ... من ينحر البدر النّضار لمن قرى
العشار: النوق الحوامل التي أتى على حملها عشرة أشهر، والنضار: الذهب الخالص، وهو بدل من البدر ويجوز أن يكون صفة لها.
يقول: من يبلغ الأعراب أني مللت ذبح نوقها لي ضيافةً، فخرجت من عندها وقصدت من ينحر لي بدر الذهب: أي يملكني إياها ويصلني برغائب الأموال وأنواع الصلات.
وسمعت بطليموس دارس كتبه ... متملّكاً متبدّياً متحضّرا
نصب دارس: على الحال من بطليموس ومتملكا على الحال من الممدوح. والهاء في كتبه للمدوح.
يقول: سمعت أن بطليموس مع كمال فضله، دارس لكتب ابن العميد ومستفيد منها، وهو قد جمع الملك وفصاحة البدو وظرف الحضر.
وقيل الهاء في كتبه لبطليموس. يعني: سمعته يدرس كتب بطليموس مع ما له من الملك والفصاحة والظرف.
ولقيت كلّ الفاضلين كأنّما ... ردّ الإله نفوسهم والأعصرا
يقول: إن فضل الفضلاء كلهم موجود فيه، فكأنه جمع جميع الفضلاء، وكأن الله تعالى رد أعصر الفاضلين ونفوسهم، فكأنهم حضور لم يموتوا. وهذا كقول أبي نواس:
وليس على الله بمستنكرٍ ... أن يجمع العالم في واحد
نسقوا لنا نسق الحساب مقدّماً ... وأتى فذلك إذ أتيت مؤخّرا
يقول: مضى هؤلاء الفضلاء واحداً بعد واحد، كالحساب الذي يذكر تفاصيله، ثم يقال في آخره: فذلك الجميع. أي لما جئت في آخرهم كنت كأنك جملة التفصيل الذي سلف لهم، لأنك جمعت فضائل الكل ومناقبهم.
يا ليت باكيةً شجاني دمعها ... نظرت إليك كما نظرت فتعذرا
شجاني: أحزنني، ودمعها فاعل شجاني فتعذرا نصب لأنه جواب التمني بالفاء.
يقول: ليت التي بكت عند مفارقتي إياها، حتى أحزنني دمعها، نظرت إليك كما نظرت لتعذرني في مفارقتها وقصدي إليك واختياري أكون عندك.
وترى الفضيلة لا تردّ فضيلةً ... الشّمس تشرق والسّحاب كنهورا
الكنهور: القطعة العظيمة من السحاب، وفاعل ترد ضمير الفضيلة ونصب فضيلة لأنها مفعول بها، ونصب الشمس بدل من الفضيلة، وكذلك السحاب وقيل: إن الشمس نصب بتشرق.
يقول: ترى فيك الفضائل المتضادة مجتمعة! لا يرد بعضها بعضاً، فكأنها رأت الشمس والسحاب العظيم في وقت واحد، ومن عادة السحاب أن يستر الشمس، والشمس تذهب السحاب، وأنت قد اجتمع فيك نور الشمس، ومطر السحاب بجودك! ولا يرد أحدهما الآخر، وفاعل ترى ضمير الباكية.
أنا من جميع النّاس أطيب منزلاً ... وأسرّ راحلةً وأربح متجرا
أي: لما قصدتك طاب منزلي، وسرت راحلتي وربحت صفقتي وفضلت جميع الناس في هذه الأحوال. والمنصوبات هي على التمييز.
زحلٌ على أنّ الكواكب قومه ... لو كان منك لكان أكرم معشرا
القوم: لا يقع إلا على المذكرين من العقلاء، لكن لما كانت الكواكب محيطة بزحل، وهو واحد منها، جعلها قومه.
يقول: إن زحل - مع أن الكواكب قومه - لو كان من جملتك ومنتسباً إليك، لكان أكرم معشراً من كونه من من جملة الكواكب.
وقال يمدحه ويهنئه بالنيروز وينعت سيفاً قلده إياه وخيلاً حمله عليها ويذكر انتقاده شعره:

نام کتاب : معجز أحمد نویسنده : المعري، أبو العلاء    جلد : 1  صفحه : 435
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست