responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجز أحمد نویسنده : المعري، أبو العلاء    جلد : 1  صفحه : 436
جاء نيروزنا وأنت مراده ... وورت بالذي أراد زناده
يقال: نيروز، ونوروز. وورت أي أضاءت.
يقول: إنما جاء النوروز ليسر برؤيتك فورت زناده: أي أدرك مراده.
هذه النّظرة الّتي نالها من ... ك إلى مثلها من الحول زاده
يقول: هذه النظرة التي نالها منك الآن، تكفيه للمسرة إلى عام قابل مثله والهاء في زاده للنيروز.
ينثني عنك آخر اليوم منه ... ناظرٌ أنت طرفه ورقاده
آخر اليوم: نصب على الظرف. والناظر: ناظر العين، وهو سواده الذي به يكون النظر. والهاء في منه وطرفه ورقاده للنيروز. وروى: ينقضي بدل ينثني.
يقول: ينصرف عنك النيروز وقد خلف عندك لحظه ورقاده، فبقي بلا لحظ ولا نوم، إلى أن يعود إليك.
شبه النيروز بمحب يسر بقرب حبيبة ويسهر لفراقه، فهو يشتاق إليه إلى أن يعود إليه.
نحن في أرض فارسٍ في سرورٍ ... ذا الصّباح الّذي يرى ميلاده
ذا الصباح: إشارة إلى صباح النيروز المذكور. والهاء في ميلاده للسرور.
يقول: نحن في سرور في هذا الصباح، الذي هو ميلاده السرور.
عظّمته ممالك الفرس حتّى ... كلّ أيّام عامه حسّاده
الهاء في عظمته وفي عامه وحساده للنيروز أو الصباح المذكور، وهما واحد، وأراد بالممالك: أهل ممالك الفرس، فحذف.
يعني: أن ملوك الفرس عظموه، حتى صارت سائر أيام السنة تحسده لذلك التعظيم.
ما لبسنا فيه الأكاليل حتّى ... لبستها تلاعه ووهاده
الأكاليل: جمع الإكليل وهو مثل التاج. والتلاع: جمع تلعة، وهي الأرض المرتفعة. والوهاد: جمع وهدة، وهي ما انهبط من الأرض. والهاءات للنيروز إلا في قوله: لبستها فإنه للإكليل.
يقول: لم تعقد على رءوسنا أكاليل الأنوار إلا بعد أن عمت الأنوار التلاع والوهاد وصارت عليها كالأكاليل، وهو مثل قول أبي تمام:
حتّى تعمّم صلع هامات الرّبا ... من نوره وتأزّر الأهضام
والعمائم: أي الأكالي، إلا أن بيت أبي تمام أجود، لأنه جعل ما كان على الربا كالعمائم لارتفاعها، وما كان في الأهضام وهي المطمئن من الأرض كالأزر.
والمتنبي جعل الأكاليل على التلاع والوهاد.
إلا أنه يمكن أن يقال: إن معناه: لبستها تلاعه واتزرت بمثلها وهاده والتحفت، لأن لفظ اللبس مشتمل على العمائم والمآزر، فاكتفى بأحدهما كما قال:
يا ليت زوجك قد غدا ... متقلّداً سيفاً ورمحا
عند من لا يقاس كسرى أبوسا ... سان ملكاً به ولا أولاده
يعني: نحن في أرض فارس، أو صرنا في هذا اليوم عند ملك أجل من كسرى أبي ساسان وأولاده وملكا نصب على التمييز ويجوز أن يكون تعلق البيت بالذي قبله.
يقول: ما لبسنا فيه الأكاليل عند ملك هذه حاله، حتى لبستها تلاعه ووهاده.
عربيٌّ لسانه فلسفيٌّ ... رأيه فارسيّةٌ أعياده
يعني: أنه فصيح اللسان فكأنه عربي، ورأيه رأى الفلاسفة في الحكمة، وأعياده أعياد العجم.
كلّما قال نائلٌ: أنا منه ... سرفٌ، قال آخرٌ: ذا اقتصاده
يعني: كلما أعطى عطاءً تستعظمه الناس! ويقولون: هذا سرف أتى بعده بعطاء آخر أعظم منه، حتى يرى الناس أن الأول كان اقتصادا، وهذه عادته أبداً، فليس لعطائه حد. فنسب القول إلى النائل مبالغة.
كيف يرتدّ منكبي عن سماءٍ ... والنّجاد الّذي عليه نجاده؟!
النجاد: حمائل السيف.
يقول: كيف لا يبلغ منكبي السماء، وعليه نجاد ابن العميد؟! أي كيف لا أبلغ السماء عزاً وشرفاً، وقد تقلدت بسيفه.
وقيل: أراد أن ابن العميد بلغ السماء طولا، فكيف لا أبلغ السماء وقد لبست نجاده؟ وقوله: كيف يرتد أي كيف يقصر منكبي عن بلوغ السماء؟ والهاء في عليه للمنكب وفي نجاده للممدوح.
قلّدتني يمينه بحسامٍ ... أعقبت منه واحداً أجداده
الهاء في منه للسيف وكذلك في أجداده.
يقول: قلدني سيفاً لا نظير له في السيوف وقوله: أعقبت منه معناه أن السيف ينسب إلى الهند، كما ينسب الرجل إلى أجداده، فكأن الهند أجداد هذا السيف، فلم يعقب رجال الهند منه إلا واحداً: أي لم يطبع له نظير.
وقيل: إن الهاء منه للممدوح وهو المراد بالحسام وشبهه به لمضائه فكأنه.
يقول: أعقبت أجداده منه واحداً لا ثاني له.
كلّما استلّ ضاحكته إياةٌ ... تزعم الشّمس أنّها أرآده

نام کتاب : معجز أحمد نویسنده : المعري، أبو العلاء    جلد : 1  صفحه : 436
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست