الإياة: ضوء الشمس. والأرآد: جمع الرئد، وهو الترب. والهاء في أنها للشمس وفي أرآده للسيف.
والمعنى: كلما استل السيف قابلته الشمس بآياتها وزعمت أنها تشبه لونه في صفائه وبريقه.
شبه إياة الشمس، بالسيف وبريقه.
وقيل: الهاء في أنها للإياءة، وفي أرآده للشمس، وذكره لأن تأنيثها ليس بحقيقي ولا علامة فيه اضطرارا للقافية.
أي: تزعم الشمس: أن إياة الشمس وضوءها مثل ضوئه في المنظر.
مثّلوه في جفنه خشية الفق ... د ففي مثل أثره إغماده
أثر السيف وأثره: جوهره، وكان على جفن هذا السيف فضة منقوشة بالسواد.
يعني: أن الصاغة مثلوا هذا السيف في جفنه: أي جعلوا مثالا في غمده له، لئلا يغيب عن عينهم لحسنه، فهو مغمد في جفن يشبه رونقه وجوهره؛ لأن الفضة التي عليه إذا جليت وصقلت أشبهت رونق السيف، فكأنه مجرد وهو مغمد، وصاحبه ينظر إليه ولا يفقد حسنه ولا رونقه.
منعلٌ لا من الحفا ذهباً يح ... مل بحراً فرنده إزباده
نعل السيف: الحديدة التي في أسفل غمده. والفرند: جوهر السيف وخضرته.
يقول: غمد هذا السيف منعل ذهباً، ولم ينعل لأجل الحفاء، وهذا النعل يحمل سيفاً كالبحر في كثرة مائه، ولما جعله بحراً جعل جوهره عليه بمنزلة الزبد فوق البحر.
يقول: هو بحر ولكن زبده فرنده.
يقسم الفارس المدجّج لا يس ... لم من شفرتيه إلاّ بداده
البداد: بداد السرج وهو الذي عليه من الجانبين، وقيل: هو الفخذان. والمدجج: تام السلاح.
يقول: إذا ضرب فارساً قطعه نصفين مع فرسه، فلا يسلم منه إلا البداد؛ لانحرافه عن وسط السرج، وقوله: من شفرتيه يريد بأي شفرتيه ضرب.
جمع الدّهر حدّه ويديه ... وثنائي فاستجمعت آحاده
آحاده: أي غرائب الدهر التي لا نظير لها، والهاء في حده للسيف وفي يديه للممدوح وفي آحاده للدهر.
يقول: جمع الدهر بين حد هذا السيف في نفاذه، ويدي ابن العميد في سخائه وثنائي في فصاحته. وكل واحد غريب. ومعناه: لا نظير له، فاجتمعت آحاد الدهر وغرائبه.
وتقلّدت شامةً في نداه ... جلدها منفساته وعتاده
الهاء في نداه ومنفساته وعتاده للممدوح. والمنفسات: كل شيء شريف نفيس.
يعني: أن هذا السيف في جملة ما أعطانيه من منفساته وذخائره، مثل الشامة في الجسد. لما جعل السيف شامة جعل المنفسات جلداً لها؛ لأن الشامة لا تكون إلا على الجلد.
وقيل: عنى بالجلد، غمد السيف وحليته. جعل السيف كالشامة لوضوحه في جملة ما أعطاه، وأراد أن السيف قيمته دون قيمة جفنه، لما عليه من الحلية، فهو وإن كان نفيساً فحليته أنفس منه! والهاء في منفساته وعتاده عائدة إلى الندى. وقيل إن الهاء عائده إلى الشامة، وذكره لما أراد به السيف.
وقيل: أراد بالجلد، ما يلي هذا السيف من عطاياه المتقدمة والمتأخرة. جعلها كالجلد حول الشامة.
وقيل: أراد بالجلد ظاهره الذي عليه الفرند لأن أنفس ما في السيف فرنده.
فرّستنا سوابقٌ كنّ فيه ... فارقت لبده وفيها طراده
فرستنا: أي جعلتنا فوارس والهاء في فيه للندى وفي فيها للسوابق وكن فعل السوابق.
يعني: علمتنا الفروسية خيل سوابق كن في نداه وقوله: فارقت لبده أي انتقلت من سرج ابن العميد، وصارت تحت سرجي.
يعني: هي وإن خرجت من ملكه وفارقت سروجه، فإنها لم تفارق من تعب طراده؛ لأني أقاتل عليها بين يديه، وأسير عليها معه حيث سار. وقوله: فيها طراده: أي عليها طراده، والهاء في لبده وطراده لابن العميد.
وقيل: معناه أنها وإن كانت غير سائرة فذكرها سائر في الأرض، وقيل: أراد أن هذه الخيل تغيظ الحساد وتغير على الزمان، فكأنها في طراد، وإن كانت مستريحة.
ورجت راحةً بنا لا تراها ... وبلادٌ تسير فيها بلاده
يقول: إن الخيل لما انتقلت إلي، رجت أن تستريح من إتعابه إياها، وليست ترى ذلك ما دمت أنا أسير في بلاده، لأني ما دمت عنده فأنا متصرف بحكمه فكأنها لم تخرج عن ملكه.
وقيل: أراد أنا لا نزال نعدو معه في غزواته، ونطارد عليها معه، إذا ركب إلى الصيد، فلا تستريح ما دمنا في خدمته، فهي إذاً لا تستريح أبداً لأنا لا نفارق خدمته أبداً.
هل لعذري إلى الإمام أبي الفض ... ل قبولٌ سواد عيني مداده
الهاء في مداده للقبول. والجملة صفة له.