أنا حجة الله فقالت الدولة: أنا عطاء الله فقال العقل: أنا أصحب الانبياء فقالت الدولة: ولا أخلو عن صحبتهم قال العقل: فمن عدمني فمثل البهيمة، فقالت الدولة:
من عدمني فهو حي كميت فقال العقل: لقد ذكرني الله في القرآن بقوله: فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ
لمن كان له قلب أي عقل فقالت الدولة: اسمي في القرآن دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ
وقوله تعالى:
نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ
نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ
فقال العقل: الدولة تفاقات حسنة فقالت الدولة: هذا من كلام الفلاسفة أنا عطية الله وهدية الله قالت الدولة للعقل:
أنت صاحب الحرمان لأن عقل الرجل محسوب من جملة رزقه وأنا صاحب النعمة والكرامة، يا عقل أنت صاحب الهموم والأحزان فإنه ما رؤى عاقل مسرورا، فقال:
يا دولة عرفت شيئا وغابت عنك أشياء لا تعيرني بامارة خمسة أيام فالدنيا لعب ولهو والولاية وراءها العدل فقالت الدولة: أنا أجعل الخسيس شريفا والفقير غنيا وإذا حضرت وكشفت البرقع فملوك العالم يتبعوني ويعطلون التخوت والسرر، فقال العقل: أنت تجالسين الكفار فإن القرين بالقرين يقتدي، فقالت الدولة: أتشركني في العقل وتفردني باللائمة فقال عقل الملوك: صحبت أياما مع فرعون فأخرت عنه