كية. (علاج آخر) ينظر في نفسه فيرى أن عمره ينقص وماله يزداد وكل نفس يخرج منه لا بد له من عداد وكل يوم هو قريب الى الآخرة بعيد من الدنيا وهو مترقب أن يخطف في كل لحظة فالتوى قبل.
فالموت آت والنفوس نفائس ... والمستعز بما لديه الأحمق
وان على رأسه ملكين موكلين يقولان: الرحيل، الرحيل. (علاج آخر) يزور أهل القبور وينظر في مصارع الآباء والأمهات ويتفكر أنهم كانوا في مثل مقامه وموضعه ومثل شبابه وآماله فاحترموا ولم يبلغوا ما أملوا وحيل بينهم وبين ما يشتهون فهم اليوم في حسرات وزفرات يقولون يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله، وينظر الى موت الاخوان والقرناء فلو كان عاقلا فموت الرجل موت قرنائه وينظر إلى نفسه واختلال قوّته وضعفه واشتعال الشيب الذي هو بريد الموت فان لم يعتبر بهذا يعتبر بالذين هم أصل له وهو فرع لهم فما بقاء الفرع مع ذهاب الأصل، وإن لم يتعظ بهذا فقد مات آدم صفي الله ومات نوح ومات ابراهيم خليل الله ومات موسى كليم الله، ومات عيسى روح الله ومات محمد حبيب الله فكيف البقاء بعدهم!؟ ومن يأمن على نفسه فإن لم يعتبر بهذا فاعلم أنه مطبوع على قلبه ما في عالم الله أجهل منه.