كل يدل بأن الله خالقه ... لا يستطيع دفاع النفع والضرر
فلنمسك عنان القلم فإن هذا الباب لا ينتهي الى حد.
(الباب الخامس في عجائب خلق الانسان)
ولقد أبدع الله سبحانه معاشر المسلمين الآدمي في صورة عجيبة وخلقة بديعة يعلم بعقله ويعي ببصيرته ويتكلم بلسانه فاليدان لاستخدام الأشياء والرجلان للسعي والعينان لمشاهدة الدنيا والمعدة للهضم والكبد لطبخ الغذاء والطحال للفكرة والامعاء للفضول والفرج لاقامة النسل والذكر آلة لذلك فتبارك الله أحسن الخالقين والرأس أشرف الأعضاء ويقال الرأس صومعة الحواس ومضاده من القلب وخلقه بأعضاء مفردة ومزدوجة فالمفرد مذكر في اللغة والمزدوج مؤنث فجعل الرأس مفردا للاكتفاء به فلو جعل له رأسين لكان زيادة من غير فائدة وخلق اليدين مزدوجة لحاجة كل واحدة الى اعانة الأخرى كما قال الصادق رضي الله عنه خلق الله في شبر من الانسان أربع جواهر وهم العينان وماؤهما مالح ولولاه لذابتا لأنهما شحمة والأذن وماؤها مرّ ولولاه لما امتنعت الهوام من دخولها والمنخر وفيه حموضة الاسترواح والاستنشاق والفم وماؤها عذب الاستطعام