وأبي حنيفة وهما الحبران الإمامان الفحلان، فليحذر القوم عن مثل هذه الفتوى وليعتصموا بالتقوى فإنها العروة الوثقى.
وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس منا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إنّ المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار. يا هذا أرض خصمك في الدنيا قبل أن يأتي يوم لا درهم فيه ولا دينار فيكون الخروج من الطاعات والسيئات، فكم من أمير تراه أسيرا وكم من فقير تراه يومئذ أميرا وكم من فقير يتعلق يومئذ بذيل الغني ويقول يا رب سله لم منعني حقي، وفي الخبر أن ثلاثة نفر يتعلقون بثلاثة، الفقراء يتعلقون بالأغنياء والمرأة تتعلق بذيل الرجل والجار يتعلق بالجار ويطالبونهم بقضاء حقوقهم فالسلطان والأمير تطالبهما الرعية والخصماء يطالبونهم بمظالمهم والزوجة والعيال يحاكمونه بالحقوق والفقراء يطالبون بمظالمهم والله تعالى يطلب حقه ويحاسبه على النقير والقطمير فتأمل في آفة الامارة ولهذا كانت الصحابة يهربون من الامارة لعلمهم بآفاتها وأما اليوم فيقاتلون عليها لجهلهم بمخبئاتها (فصل) اعلم أن من مات وعليه مظالم لم