والتكليف ثلاثة أنواع، فنوع منها يجب على كافة الخليقة مثل الإيمان بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر فهذا يجب على السلطان والأنبياء والأولياء والعلماء والعوام والأمراء، يجب على كل واحد الإقرار بالإيمان والأعيان وباقي الفروض (نوع آخر) من التكليف يجب على العلماء دون السلاطين والملوك والعوام وذلك مثل معرفة الحلال والحرام والتبحر في الأحكام ومعرفة أصول الشريعة وفروعها ومعرفة السنن والمسانيد وحفظ الشريعة والرد على المبتدعين وتعظيم الشريعة في أعين العوام وتبجيل أهلها ودفع شبه الملحدين والمبتدعين وكشف حيلهم. هذا يجب على العلماء فرض كفاية لا فرض عين إذا تولى القيام بها البعض سقط عن الباقين (ونوع آخر) يجب على الملوك والوزراء ولا يجب على العلماء والعوام وذلك مثل إقامة الحدود واستيفاء القصاص وأمن السبل على المسافرين واستيفاء حقوق المسلمين من المعاندين ونصرة المظلومين واستيفاء حق الفقراء من الأغنياء من وظيفة الزكاة، هذه الحقوق وما ضاهاها يتعين على الملوك استيفاؤها وأداؤها ومن أعرض عنها صفحا عُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا
وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً
وينبغي للسلطان أن يتخذ وزيرا يكون سفيرا بينه وبين رعيته يرجع إليه في المهمات