ويزيد الوزير في تعظيمه وإقامة ناموسه لتعظيم أبهة الرئاسة في نفوس الناس ويترفع الوزير عن الأمور الجزئية فلا يبيع ولا يشتري بنفسه ولا يباسط الناس كل المباسطة ولا ينقبض كل القبض ولكن خير الأمور أوساطها ويميز مركب السلطان والوزير وكرسيه ومجلسه وكل شيء عن الرعية، ويجب أن يكون الوزير حسن الإعتقاد حسن السمت ولله العظمة والكبرياء والقدرة والجبروت.
(الباب السابع في قضية عدل السلطان)
اعلم أن السلطنة بوصف العدل سعادة عظيمة وبوصف الجور شقاوة عظيمة ما فوقها شقاوة. وقال صلّى الله عليه وسلم: عدل ساعة خير من عبادة ستين سنة وجور ساعة شر من معصية ستين سنة، والسلطان العادل يكون يوم القيامة في ظل العرش ودعاء السلطان العادل مستجاب والنظر في وجهه عبادة وحديثه شفاء وكلامه دواء، وأنا أستحي من الله ومن عدل السلطان، أين العدل وأين الحق ذهب الناس وبقي النسناس.
وفي الخبر قال ابن عباس رضي الله عنهما، السلطان عز الله في أرضه فمن استخف به ونالته مذلة فلا يلومن إلا نفسه ومن استخف بالسلطان فسد دينه. قال: قال أبو شروان لوزيره بزرجمهر: ما الشيء الذي يعز به السلطان؟ قال الطاعة، قال