وقد ظهر، وقيل اظهاره في جزيرة العرب وقد انتجز، وقيل أراد استيلاء الملوك من هذه الامة على جميع الدنيا، قال النبي صلّى الله عليه وسلم: (زوّيت لي الارض فأريت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها) وهذا منتظر عند نزول عيسى صلوات الله عليه، وقد كتب رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (من محمد رسول الله الى كسرى عظيم فارس) فلما بلغه قال: عبدي يقدم اسمه على اسمى ومزق كتابه فلما بلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: (يمزق الله ملكه) وكتب إلى قيصر الروم:
(من محمد رسول الله الى هرقل عظيم الروم أما بعد أسلم تسلم وإلا عليك اثم الاريسيين) فلما قرأ كتابه أكرمه وطيبه وغلفه بالمسك وقبله وأمر حتى نثر عليه فقال: النبي صلّى الله عليه وسلم: (ثبت الله ملكه) وقوله: (إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله) فقيل أراد به لا قيصر بعده بالشام وكانت دار ملك القياصرة إذ ذاك وقد أنفقت كنوز قيصر بالشام في سبيل الله فنجز الوعد.
(الباب الثالث في مغازي رسول الله صلّى الله عليه وسلم)
اعلم ان رسول الله صلّى الله عليه وسلم أقام بمكة ثلاثة عشر سنة فلما هاجر إلى المدينة لم يجر في السنة الاولى قتال وفي السنة