عز وجل على العبد أن خلقه حيوانا متميزا على الجمادات دراكا للّذات حساسا للطيبات ومنها العقل الذي يعرف به الخير من الشر والحق من الباطل والكفر من الايمان فيا لها نعمة ما أعظمها فمن شك فيها فلينظر في حالة المجنون يأخذ من أسفله ويضع في فيه ولا يشعر، ومنها نعمة الايمان وما أعظمها فإن الانسان به ينال عز الدين والدنيا وسعادة الآخرة فانظر إلى الكافرين وخزيهم وتفكر في مصارع المتهمين الملحدين في الدنيا ثم انظر في حال مراتبهم بالكفر يكون أذل من اليهود فترى اليهودي آمنا ولا يأمن المتهم بالايمان، والحق هو الايمان وما سواه فكفر وطغيان ولولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين ولولا فضلي ونعمتي خصصتكم بالايمان لكنتم مع فرعون وهامان ومنها أن يحفظ عليك الايمان، ويحفظك عن الكفر والشرك والا شددت الزنار في وسطك، ومنها أن وكل على كل مؤمن مائة وثمانين ملكا يحفظونه من الماء والنار والجن والانس ولولا ذلك لاختطفته الجن وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم إن الله قدر على كل مؤمن ومؤمنة خمسة من الملائكة واحد عن يمينه يكتب الحسنات وواحد عن يساره يكتب السيئات وواحد بين يديه يدله على الخيرات ويقوده إليها وواحد من ورائه يصونه عن الآفات وواحد يبلغني صلاته علي لأستغفر له ومنها أن