نام کتاب : أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة نویسنده : الجربوع، عبد الله بن عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 214
ربه، "أعمالهم كلها وعباداتهم موافقة لأمر الله، ولما يحبه ويرضاه، وهذا هو العمل الذي لا يقبل من عامل سواه"[1] فهم كما قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:162-163] ، وهم عباد الله الذين جاؤوا بالعبودية الحق، فتعلقت قلوبهم بربهم، وكمل خضوعهم وإنابتهم إليه، أحبوه غاية الحب، وقدموا محبته ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم على النفس والأهل والمال والولد، فمحبته بعثت فيهم الرجاء، والمسارعة إلى مرضاته، والشوق إلى لقائه، كما عظموه تعظيماً حرك فيهم جانب الخشية، وعدم الأمن من مكر الله.
فكان استشعار قلوبهم لعبودية ربهم، وفقرهم وحاجتهم إليه، ولحقيقة الألوهية وعظمة الخالق، وعمرانها بمحبته، وخشيته وتعظيمه، أعظم باعث لهم على الأنس بالله، وإيثار مرضاته، والاشتغال بما يقربهم منه، ويحببهم إليه عن الاشتغال بفضول حظوظ النفس، فزهدوا فيما لا يحتاجون إليه من المباحات.
واطمأنت قلوبهم بطاعة الله، وأنست نفوسهم، وذلت ألسنتهم لذكره، وخضعت جوارحهم لاتباع شرعه، فذاقوا من حلاوة الإيمان ما حملهم على تقديم أرواحهم وأموالهم وقواتهم وأوقاتهم في سبيل الله، [1] نفس المصدر 1/195.
نام کتاب : أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة نویسنده : الجربوع، عبد الله بن عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 214