نام کتاب : أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة نویسنده : الجربوع، عبد الله بن عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 415
يذوب الملح في الماء، وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال، وهو كمال الأسماء وجمال الصفات، وجمال الأفعال الدال على كمال الذات فيستنفذ حبه من قلب العبد قوة الحب كلها، بحسب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله، فيصبح فؤاد عبده فارغاً إلا من محبته؛ وإذا تجلى بصفات الرحمة والبر واللطف والإحسان، انبعث قوة الرجاء من العبد، وانبسط أمله وقوي طمعه، وسار إلى ربه، وحادي الرجاء يحدو ركاب سيره.
وكلما قوي الرجاء جد في العمل ... وإذا تجلى بصفات العدل والانتقام والغضب والسخط والعقوبة، انقمعت النفس الأمارة، وبطلت أو ضعفت قواها من الشهوة والغضب، واللهو واللعب والحرص على المحرمات، وانقبضت أعنة رعونتها، فأحضرت المطية حظها من الخوف والخشية والحذر"[1].
ومما تقدم تبين أن المؤثر الأول في تخليص القلب من هذه العواطف الفاسدة من حب الفواحش هو عمران القلب بالتوحيد والإيمان، حيث تقوى محبته لربه وخوفه منه ورجاؤه له، وأن الطريق إلى ذلك هو معرفة الله بأسمائه وأفعاله، واستشعار القلب لذلك، ثم عبادته تعالى بهذه المعرفة، وأهم العبادات تأثيراً في قطع هذا الداء -بإذن الله تعالى- بعد التوحيد، [1] الفوائد لابن القيم ص91، 92.
نام کتاب : أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة نویسنده : الجربوع، عبد الله بن عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 415