وللشيخ في بيان هذه القضية العادلة الشريفة والدفاع عنها كلام كثير؛ إذ تدور عليها سائر أعماله وأقواله وأحواله ومؤلفاته وأبرزها كتاب (التوحيد) الشهير، و (كشف الشبهات) و (الأصول الثلاثة) و (مسائل الجاهلية) وغيرها كثير.
ومن الرسائل التي بعثها خطابًا عامًا للمسلمين كذلك: «من محمد بن عبد الوهاب: إلى من يصل إليه هذا الكتاب من المسلمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فاعلموا رحمكم الله، أن الله بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى الناس بشيرًا ونذيراً، مبشرًا لمن اتبعه بالجنة، ومنذرًا لمن لا يتبعه عن النار، وقد علمتم إقرار كل من له معرفة أن التوحيد الذي بينا للناس هو الذي أرسل الله به رسله، حتى إن كل مطوَّع معاند [1] يشهد بذلك وأن الذي عليه غالب الناس من الاعتقادات في الصالحين، [2] وفي غيرهم هو الشرك الذي قال الله فيه: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} [المائدة: 72] [سورة المائدة، آية: 72] فإذا تحققتم هذا وعرفتم أنهم يقولون: لو يتركون أهل العارض التكفير والقتال كانوا على دين الله ورسوله، ونحن ما جئناكم في التكفير، والقتال لكن ننصحكم بهذا الذي قطعتم أنه دين الله ورسوله أن تعلموه وتعملوا به إن كنتم من أتباع محمد باطنًا وظاهرًا» . [3] .
وفي رسالة للإمام محمد والإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود إلى أحد علماء اليمن بعد الافتتاحية قال:
«من عبد العزيز بن محمد بن سعود، ومحمد بن عبد الوهاب: إلى الأخ في الله: أحمد بن محمد العديلي البكبلي [4] سلمه الله من جميع الآفات، [1] أي: كل متدين ولو كان خصمًا معاندًا. [2] يعني: تقديسهم، واعتقاد أنهم ينفعون أو يضرون من دون الله وفيما لا يقدر عليه إلا الله، ومنه اعتقاد أنهم لهم تصرف في الكون وأنهم يعلمون الغيب ونحو ذلك من المعتقدات الفاسدة. [3] الدرر السنية (1، 93) [4] قال المهمِّش: لعله: البهكلي: المترجَمُ في نيل الوطر، ص (207) ج المتوفى سنة (1227هـ) وقلت: بل لعله البكيلي من قبيلة بكيل في اليمن.