وقوله صلى الله عليه وسلم: «أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل» [1][2] .
إلى أن قال: «وما جئنا بشيء يخالف النقل، ولا ينكره العقل؛ ولكنهم يقولون ما لا يفعلون، ونحن نقول ونفعل: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: [3]] [سورة الصف، آية: [3]] نقاتل: عُبَّاد الأوثان، كما قاتلهم صلى الله عليه وسلم ونقاتلهم على ترك الصلاة، وعلى منع الزكاة، كما قاتل مانعها، صديق هذه الأمة أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -؛ ولكن ما هو إلا كما قال ورقة بن نوفل: ما أتى أحد بمثل ما أتيت به، إلا عودي، وأوذي، وأخرج، وما قل وكفى، خير مما كثر وألهى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته» [3] .
وقال في رسالته لأحد علماء المدينة:
«وإن سألت عن سبب الاختلاف، الذي هو بيننا وبين الناس؟ فما اختلفنا في شيء من شرائع الإسلام، من صلاة، وزكاة، وصوم، وحج، وغير ذلك ولا في شيء من المحرمات الشيء الذي عندنا زين، هو عند الناس زين؛ والذي عندهم شين هو عندنا شين، إلا أنا نعمل بالزين، ونغصب الذي يدنا عليه، وننهى عن الشين، ونؤدب الناس عليه.
والذي قلب الناس علينا: الذي قلبهم على سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم وقلبهم على الرسل من قبله: {كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ} [المؤمنون: 44] [سورة المؤمنون، آية: 44] ومثل ما قاله ورقة للنبي صلى الله عليه وسلم: «والله ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي» [4] ؛ فرأس الأمر عندنا، وأساسه: إخلاص الدين لله نقول: ما يُدعى إلا الله، ولا يُنذر إلا لله، ولا يُذبح القربان إلا [1] رواه البخاري، كتاب الزكاة: باب وجوب الزكاة رقم (1399) ،، ومسلم، كتاب الإيمان: باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، رقم (32) ، وغيرهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -) . [2] الدرر السنية (1 -96) . [3] الدرر السنية (1 -99) . [4] جزء من حديث رواه البخاري رقم (3) ، (3392) وغيرها.
ومسلم رقم (160) من حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -.