لله، ولا يخاف خوف الله إلا من الله، فمن جعل من هذا شيئًا لغير الله فنقول: هذا الشرك بالله، الذي قال الله فيه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: 48] [سورة النساء، آية: 48] والكفار الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم واستحل دماءهم: يقرون أن الله هو الخالق وحده لا شريك له، النافع الضار، المدبر لجميع الأمور، واقرأ قوله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ} [يونس: 31] [سورة يونس، آية: 31] قُلْ مَنْ {بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ - سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} [المؤمنون: 88 - 89] [سورة المؤمنون، آية: 88 - 89] وأخبر الله عن الكفار: أنهم يخلصون لله الدين أوقات الشدائد، واذكر قوله سبحانه: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [العنكبوت: 65] [سورة العنكبوت، آية: 65] والآية الأخرى: {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [لقمان: 32] [سورة لقمان، آية: 32] وبين الله غاية الكفار، ومطلبهم أنهم يطلبون الشفع [1] واقرأ أول سورة الزمر، تراه سبحانه بيَّن دين الإسلام، وبين دين الكفار ومطلبهم، الآيات في هذا من القرآن: ما تحصى ولا تعد» [2] .
ثم ذكر جملة من الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[سير أتباعه على هذا المنهاج]
[وسار أتباعه على هذا المنهاج في بيان حقيقة الدعوة والدفاع عنها] : ومن ذلك قول الشيخ عبد الله بن الإمام محمد: «وهذا الدين الذي ندعو إليه، قد ظهر أمره وشاع وذاع، وملأ الأسماع، من مدة طويلة، وأكثر الناس بدّعونا، وخرّجونا، وعادونا عنده، وقاتلونا، واستحلوا دماءنا وأموالنا، ولم يكن لنا ذنب سوى تجريد التوحيد، والنهي عن دعوة غير الله والاستغاثة بغيره، وما أحدث من البدع والمنكرات، حتى غلبوا وقُهِروا، فعند ذلك أذعنوا وأقروا بعد الإنكار» [3] . [1] كذا في المطبوعة وهي بمعنى: الشفاعة. [2] الدرر السنية (1، 60) . [3] الدرر السنية (1) .