وعثمان، الذي في الوادي، والكلاب الأخر في الخرج، وغيرهم في سائر البلدان، الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، ويصدون عن سبيل الله؟!» .
ثم قال موجهًا النصيحة لكل مسلم مستمسك بالحق:
«أنت يا من هداه الله، لا تظن أن هؤلاء يحبون الصالحين، بل هؤلاء أعداء الصالحين؛ وأنت والله الذي تحب الصالحين؛ لأن من أحب قومًا أطاعهم، فمن أحب الصالحين وأطاعهم لم يعتقد إلا في الله، وأما من عصاهم ودعاهم يزعم أنه يحبهم فهو مثل النصارى، الذي يدعون عيسى، ويزعمون محبته وهو بريء منهم» .
ثم ذكر الذين يدعون علي بن أبي طالب، وهو بريء منهم.
وقال: «ونختم هذا الكتاب بكلمة واحدة، وهي أن أقول: يا عباد الله، لا تطيعوني، ولا تفكروا [1] ؛ واسألوا أهل العلم من كل مذهب، عما قال الله ورسوله؛ وأنا أنصحكم: لا تظنوا أن الاعتقاد في الصالحين، مثل الزنا، والسرقة، بل هو عبادة للأصنام، من فعله كفر، وتبرأ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا عباد الله تفكروا، وتذكروا؛ والسلام» [2] .
وقال: «ومن أعجب ما جرى من الرؤساء المخالفين أني لما بيّنت لهم كلام الله، وما ذكر أهل التفسير في قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} [الإسراء: 57] [سورة الإسراء، آية: 57] وقوله: {وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا} [يونس: 18] [سورة يونس، آية: 18] وقوله {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3] [سورة الزمر، آية: 3] وما ذكر الله من إقرار الكفار في قوله {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ} [يونس: 31] [سورة يونس، آية: 31] وغير ذلك.
قالوا: القرآن لا يجوز العمل به لنا، ولأمثالنا، ولا بكلام الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ولا بكلام المتقدمين، ولا نطيع إلا ما ذكره المتأخرون.
قلت لهم: أنا أخاصم الحنفي، بكلام المتأخرين من الحنفية والمالكي، والشافعي، [1] أي لا يتفرد أحدكم باجتهاد من نفسه والله أعلم. [2] الدرر السنية (1 - 78) .