ثم اطلعت على أكثر كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب ورسائله وفتاويه وكتب أولاده وأحفاده ورسائلهم ورسائل غيرهم من علماء نجد في عهد هذه النهضة التجديدية، فرأيت أنه لم يصل إليهم اعتراض ولا طعن فيهم إلا وأجابوا عنه، فما كان كذبا عليهم قالوا: {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور: 16] ، وما كان صحيحا أو له أصل بينوا حقيقته وردوا عليه، وقد طبعت أكثر كتبهم، وعرف الألوف من الناس أصل تلك المفتريات عنهم " [1] .
شهادة علماء مكة بعد دخول الدولة السعودية الأولى للحجاز، وحين اطلع علماء مكة وغيرهم على الدعوة ومنهجها عن كثب وحاوروا علماءها وأميرها سعود بن عبد العزيز، وعرفوا أنها هي الدين الحق، واعترفوا بهذه الحقيقة قالوا:
" نشهد - نحن علماء مكة، الواضعون خطوطنا، وأختامنا في هذا الرقيم - أن هذا الدين الذي قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى -، ودعا إليه إمام المسلمين سعود بن عبد العزيز، من توحيد الله، ونفي الشرك، الذي ذكره في هذا الكتاب، أنه هو الحق الذي لا شك فيه ولا ريب.
أشهد بذلك، وكتبه الفقير إلى الله تعالى: عبد الملك بن عبد المنعم القلعي الحنفي، مفتي مكة المكرمة، عفا عنه، وغفر له [2] .
ثم شهد به كل من محمد صالح بن إبراهيم، مفتي الشافعية بمكة، ومحمد بن محمد عربي البناني، مفتي المالكية بمكة المشرفة، ومحمد بن أحمد المالكي، وعبد الحفيظ بن درويش العجيمي، وزين العابدين جمل الليل، وعلي بن محمد البيتي، وعبد الرحمن جمال، وبشر بن هاشم الشافعي " [3] .
وشهد بذلك وأقر به الشريف غالب، وكان من ألد أعداء الدعوة قائلا: " الحمد لله رب العالمين، أشهد أن هذا الدين الذي قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ودعانا إليه إمام المسلمين سعود بن عبد العزيز، من توحيد الله عز وجل، ونفي الشرك له، وهو الدين الحق الذي [1] مقدمة صيانة الإنسان (8، 9) . [2] الدرر السنية (314) . [3] الدرر السنية (315) .