قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - " أصوله السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهم، وترك البدع، وكل بدعة فهي ضلالة ثم ذكر جملة من عقيدة أهل السنة ثم قال: والإيمان أن المسيح الدجال خارج مكتوب بين عينيه " كافر"، والأحاديث التي جاءت فيه، والإيمان بأن ذلك كائن، وأن عيسى ينزل فيقتله بباب لد " [1] . وقال أبو الحسن الأشعري [2] - رحمه الله - في سرده لعقيدة أهل الحديث والسنة " الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله، وما جاء من عند الله وما رواه الثقّات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يردون من ذلك شيئا ويصدقون بخروج الدجال وأن عيسى يقتله، ثم قال في آخر كلامه: وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول: وإليه نذهب " [3] .
وقال ابن جرير الطبري بعد ذكره الخلاف في معنى وفاة عيسى عليه السلام، " وأولى هذه الأقوال بالصحة عندنا قول من قال: معنى ذلك: إني قابضك من الأرض ورافعك إلي؛ لتواتر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدجال " [4] ثم ساق بعض الأحاديث الواردة في نزوله.
وقال ابن كثير " تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى [1] طبقات الحنابلة (1 / 241 - 243) . [2] هو الإمام العلامة أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري البصري، نشأ في حجر زوج أمه أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة في عصره، وقد تتلمذ عليه واعتنق مذهبه، ما يقارب من أربعين سنة، ثم هداه الله إلى مذهب أهل السنة والجماعة بعد مروره بمذهب الكلابية، فأعلن أنه على مذهب أحمد بن حنبل، وله مصنفات كثيرة، ومن أشهرها: مقالات الإسلاميين، وكتاب اللمع، والوجيز، وغيرها، وكان آخر ما ألف كتابه: الإبانة عن أصول الديانة، توفي سنة 324 هـ.
تبيين كذب المفتري: (34) وسير أعلام النبلاء (15 / 85) والبداية والنهاية (11 / 186) ، وشذرات الذهب (2 / 303 - 305) . [3] مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين (1 / 345) . [4] تفسير الطبري 3 / 291.