يقول: «إنكم محشورون رجالا وركبانا، وتجرون على وجوهكم ها هنا، وأومأ بيده إلى الشام» [1] .
2 - حديث أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الشام أرض المحشر والمنشر» [2] إلى غير ذلك من الأحاديث.
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: " وفي تفسير ابن عيينة عن ابن عباس رضي الله عنهما: «من شك أن المحشر ههنا، يعني الشام، فليقرأ أول سورة الحشر، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يومئذ اخرجوا "، قالوا: إلى أين؟ قال: " إلى أرض المحشر» [3] .
والسبب في كون الشام هي أرض المحشر أن الأمن والإيمان حين تقع الفتن في آخر الزمان يكون بالشام، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم للشام بالبركة فقال: «اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا» [4] .
وقد وردت أحاديث كثيرة في فضائل الشام والترغيب في سكنها لا مجال لذكرها هنا [5] وقد تقدم أن نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان يكون بالشام وبه يكون اجتماع المؤمنين لقتال الدجال، وهناك يقتله المسيح عليه السلام بباب لد، هذا بالإضافة إلى أن أرض الشام مهبط الأنبياء ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم. [1] أخرجه الإمام أحمد في المسند (5 / 3) ، والترمذي في كتاب صفة القيامة (4 / 532) ، وقال: هذا حديث حسن صحيح. [2] أخرجه الإمام أحمد في المسند (6 / 463) ، وابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة (1 / 450) ، وأخرجه الربعي في فضائل الشام (4) ، وصححه الألباني في تخريجه له. [3] فتح الباري (11 / 380) ، وانظر تفسير ابن كثير (4 / 330) . [4] أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الفتن: (8 / 95) . [5] للحافظ الربعي كتاب قيم بهذا الشأن سماه (فصائل الشام) جمع فيه الأحاديث الواردة في فضل الشام، وقد شرحه العلامة القاسمي، وطبع بتحقيق وتخريج العلامة الشيخ الألباني بالمكتب الإسلامي فليراجع.