[المسألة الرابعة زمان الحشر]
المسألة الرابعة: زمان الحشر وأما عن زمن الحشر: فقد اختلف أهل العلم فيه، فذهب بعض العلماء كالبيهقي والغزالي [1] وغيرهما إلى أن هذا الحشر ليس في الدنيا وإنما هو في الآخرة عند الخروج من القبور [2] .
وذهب جماهير العلماء [3] إلى أن هذا الحشر يكون في الدنيا قبل قيام الساعة حيث يحشر الناس أحياء إلى الشام، وأما الحشر من القبور إلى الموقف فهو على خلاف الصورة الواردة في حشر الناس إلى الشام حيث جاء في وصف حشر الدنيا ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا» [4] إلى غير ذلك من الأحاديث التي تدل على أن المراد به حشر الموجودين في آخر الدنيا من أقطار الأرض إلى محلة المحشر بأرض الشام، وقد ورد في هذا الحديث وغيره الركوب والأكل والنوم وإماتة النار من يتخلف، ولو كان هذا بعد نفخة البعث لم يبق موت ولا ظهر يركب ويشترى ولا أكل ولا لبس في عرصات القيامة، وأيضا: فإن حشر الآخرة قد جاءت به الأحاديث تبين بأن الناس مؤمنهم وكافرهم يحشرون حفاة عراة لا عاهات فيهم، ففي الصحيح عن ابن عباس [1] هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي، فيلسوف متصوف، له كتب كثيرة في الفقه والأصول والتفسير وغيرها، ومنها: المستصفي، الاقتصاد في الاعتقاد، توفي سنة 505 هـ. العبر (2 / 387) ، شذرات الذهب (4 / 10) . [2] انظر: المنهاج في شعب الإيمان (1 / 442) وفتح الباري (11 / 387) . [3] شرح مسلم للنووي (17 / 194 - 195) وفتح الباري (11 / 387) . [4] أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الرقاق (7 / 194) ، مسلم في صحيحه: كتاب الجنة وصفة نعيمها (4 / 2194) .