ولهذا كان المنهج الذي سلكته في هذا البحث:
هو الاعتماد على العقيدة التي قررها الطحاوي في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة على مذهب أبي حنيفة وصاحبيه، والكتب السلفية المسندة وتقديمهما على غيرها من كتب الإمام أبي حنيفة، على أنني أعتمد على كتاب الفقه الأكبر برواية حماد بن أبي حنيفة، والوصية والرسالة إلى البتي، وكلتاهما برواية أبي يوسف، إذ قد استفاضت شهرتها وذاع صيتها وتناقلها العلماء من حنفية وغيرهم، ونقل منها العلماء المحققون [1] في كتبهم، فما نراه في هذه الكتب مخالفا للعقيدة التي قررها الطحاوي، نجزم أنه أدخل فيها مثلما جاء: "أن الله كلم موسى بكلامه الذي هو صفة له في الأزل [2]، وهو يتكلم بلا آلة ولا حرف [3]، وأن القرآن لا هو ولا غيره [4]، وأن الحروف والكلمات والآيات دلالة القرآن [5]، ولفظنا بالقرآن مخلوق [6]، وأن الله يرى بلا جهة [7]، ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة" [8].
فكل هذا مما أحدثه المتأخرون بعد أبي حنيفة، ولا يعرف هذا في [1] كابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن قدامة وغيرهم، انظر مجموع الفتاوى 5/46؛ واجتماع الجيوش الإسلامية ص138 المحققة، والمشتبه 1/137؛ والعلو ص101. [2] الفقه الأكبر ص302. [3] الفقه الأكبر ص302. [4] الوصية مع شرحها ص11. [5] الوصية مع شرحها ص12. [6] الفقه الأكبر ص301. [7] الوصية ص31. [8] الفقه الأكبر ص304.