المبحث الثاني: موقفه من علم الكلام
عاش الإمام في بيئة يغلب عليها الجدل؛ حيث كانت الكوفة يومذاك موطنا للفرق والنحل المختلفة، لذلك اشتغل الإمام في بداية طلبه للعلم بعلم الكلام، وكان به يجادل، وعنه يناضل، ولم يكن قد طلب الفقه بعد.
قال أبو بكر بن عياش[1]: "أدركناه وهو صاحب خصومات، لم يكن يتفقه" [2].
وقال شريك [3]: "أدركنا أبا حنيفة وهو صاحب [1] هو أبكر بن عياش ـ بتحتانية ومعجمة ـ بن سالم الأسدي الكوفي، قال عن عنه ابن حجر: "المقرئ الحناط بمهملة ونون مشهور بكنيته والأصح أنها اسمه وقيل اسمه محمد أو عبد الله أو سالم أو شعبة ... عشرة أقوال، ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح، من السابعة، مات سنة 194هـ، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين وقد قارب المائة".
تقريب التهذيب 2/399، وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1/34. [2] ذم الكلام للهروي "ق-194-ب". [3] هو شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي بواسط ثم الكوفة قال عنه ابن حجر: "صدوق يخطئ كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة وكان عادلا فاضلا عابدا شديدا على أهل البدع". مات سنة 177هـ أو سنة 178هـ
تقريب التهذيب 1/351. وانظر ترجمته في تذكرة الحفاظ 1/232.