خصومات" [1].
وقال الحسن بن صالح [2]: "أدركناه وهو يخاصم" [3].
فكان يخاصم أهل الأهواء بالجدل، ورحل في سبيل ذلك إلى البصرة عشرين مرة ونيفا لمناقشة أصحاب الخصومات، وكان يأمر ابنه حمادا بطلب الكلام ويلح عليه في ذلك، قال حماد: "كان أبو حنيفة يأمرني بطلب الكلام يحدوني كثيرا عليه ويقول: يا بني تعلم الكلام فإنه الفقه الأكبر" [4].
فعلم الكلام هو الفقه الأكبر في نظر الإمام بل هو أجل العلوم وأعلاها عنده، قال الإمام أبو حنيفة: "أصحاب الأهواء في البصرة كثير، فدخلتها عشرين مرة ونيفا، وربما أقمت بها سنة أو أكثر أو أقل ظنا أن علم الكلام أجل العلوم" [5].
واستمر في مجادلة أهل الأهواء حتى صار رأسا في ذلك يشار إليه بالبنان، ثم ترك الكلام والجدل، وأقبل على الفقه والسنة.
قال قبيصة بن عقبة [6]: "كان الإمام أبو حنيفة رحمه الله في أول أمره [1] ذم الكلام للهروي "ق-194-ب". [2] تقدم ترجمته ص151. [3] ذم الكلام للهروي "ق-194-ب". [4] مناقب أبي حنيفة للمكي ص183. [5] مناقب أبي حنيفة للكردري ص137. [6] هو قبيصة بن عقبة بن محمد بن سفيان السوائي بضم المهملة وتخفيف الواو والمد أبو عامر الكوفي قال عنه ابن حجر: "صدوق ربما خالف من التاسعة مات سنة 215هـ على الصحيح".
تقريب التهذيب 2/122. وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 8/347.