كتاب الله [1] وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم [2]؛ فأورثهم ذلك الشك والحيرة والاضطراب [3]. [1] قال ابن قتيبة مبينا مخالفة المتكلمين لكتاب الله وجرأتهم على الله: "قد كنت أحب أن أتعلق من كل علم بسبب وأن أضرب فيه بسهم فربما حضرت بعض مجالسهم ـ يعني المتكلمين ـ وأنا مغتر بهم طامع أن أصدر عنهم بفائدة أو كلمة تدل على خير أو تهدي إلى رشد فأرى من جرأتهم على الله تبارك وتعالى وقلة توقيهم وحملهم أنفسهم على العظائم لطرد القياس أولئلا يقع انقطاع ما أرجع خاسرا نادما". انظر تأويل مختلف الحديث ص61-62. [2] قال الشاطبي في بيان تلاعب المتكلمين بالأحاديث الصحيحة وتقديم عقولهم الفاسدة عليها: "وهو ردهم للأحاديث التي جرت غير موافقة لأغراضهم ومذاهبهم ويدّعون أنها مخالفة للمعقول وغير جارية على مقتضى الدليل فيجب ردها كالمنكرين لعذاب القبر والصراط والميزان ورؤية الله عزَّ وجلَّ في الآخرة ... ربما قدحوا في الرواة من الصحابة والتابعين ـ وحاشاهم ـ وفيمن اتفق الأئمة من المحدثين على عدالتهم وإمامتهم كل ذلك ليردوا به على من خالفهم في المذهب ... وقد جعلوا القول بإثبات الصراط والميزان والحوض قولا بما لا يعقل، وقد سئل بعضهم هل يكفر من قال برؤية الباري في الآخرة؟ فقال: لا يكفر لأنه قال ما يعقل ومن قال ما لا يعقل فليس بكافر". الاعتصام 1/231-232. ومن أمثلة ردهم للحديث الصحيح لمخالفته مذهبهم ما رواه الخطيب بسنده عن عمرو بن عبيد ذكر عنده حديث الصادق المصدوق إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك ... إلى أن قال: "إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ... الحديث".فقال عمرو بن عبيد: "لو سمعت الأعمش يقول هذا لكذبته، ولو سمعت زيد بن وهب يقول هذا ما أجبته، ولو سمعت عبد الله بن مسعود يقول هذا ما قبلته ولو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا لرددته، ولو سمعت الله تعالى يقول هذا لقلت له ليس على هذا أخذت ميثاقنا".
انظر تاريخ بغداد 12/172. [3] وإليك أمثلة على شك المتكلمين وحيرتهم وشدة اضطرابهم، يقو الرازي: =