على الطبائع الأربعة ـ رطوبة ويبوسة وبرودة وحرارة ـ فما دامت هذه الطبائع مستوية وصاحبها مستويا، ومتى غلبت طبيعة منها على سائرها زالت عن الاستواء فزال استواء صاحبها أيضا.
قال أبو حنيفة رضي الله عنه: أقررت بالصانع والمصنوع، والغالب والمغلوب، من حيث أنكرت، لأنك قلت إحدى الطبائع تغلب على سائرها، وسائرها تصير مغلوبة.
فثبت أن للعالم غالبا في الحكمة، فقد تعدينا عن مسألتكم فقلنا: الغالب ليس هو إلا الصانع جلّت قدرته ... " [1].
هذا ما حفظته المراجع من تلك المناظرات مع الملاحدة. وليست المشكلة مع هؤلاء إنكارهم للرب فقط بل إنهم لو اعترفوا بوجوده؛ فإن ذلك لا يكفي لدخولهم الإسلام، بل يصبح حالهم كحال المشركين الذين حاربهم الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن إيمانهم بوجود الله لا ينفعهم حتى يوحدوا الله بالعبادة والطاعة.
2- نقده لطريقة المتكلمين في تقرير الربوبية
سلك المعتزلة ومن جاء بعدهم من متكلمي الأشاعرة [2] والماتريدية [1] انظر شرح الفقه الأبسط ص23، والمطبوع خطأً باسم شرح الفقه الأكبر لأبي منصور الماتريدي.
والصواب أنه شرح الفقه الأبسط لأبي الليث السمرقندي.
انظر تحقيق ذلك في مقدمة الكوثري لكتاب العالم والمتعلم. [2] ينسب المذهب الأشعري الموجود في العالم الإسلامي إلى علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري البصري.
قال عنه المقريزي: "أخذ عن الجبائي مذهب الاعتزال ثم بدا له فتركه وسلك =