حديث أبي موسى الأشعري مرفوعا وفيه: "إن الله عزَّ وجلَّ لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط [1] ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه [2] النور".
وفي رواية: "لو كشفه لأحرقت سبحات [3] وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه" [4].
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه استعاذ بوجه الله، فقد روى البخاري في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال: "لما نزلت هذه الآية: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ} قال النبي صلى الله عليه وسلم "أعوذ بوجهك" فقال: {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بوجهك" قال: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هذا أيسر" [5]. [1] القسط الميزان ويسمى قسطا لأن القسط: العدل وبالميزان يقع العدل.
كذا في شرح صحيح مسلم للنووي 3/13. [2] الحجاب في اللغة: المنع والستر، والمراد هنا المانع من رؤيته، وسمِّي ذلك المانع نورا أو نارا لأنهما يمنعان من الإدراك في العادة لبشاعتهما. كذا في شرح صحيح مسلم للنووي 3/14. [3] السُبُحات: بضم السين والباء ورفع التاء في آخره: جمع سُبحة، ومعنى سبحات عند اللغويين والمحدثين: نوره وجلاله وبهاؤه ـ كذا شرح صحيح مسلم للنووي 3/13-14. [4] أخرجه أحمد في المسند 4/395، 400، 401، 405. ومسلم: كتاب الإيمان باب قوله عليه السلام: إن الله لا ينام 1/161 ح293، والدارمي في الرد على الجهمية ص31، وابن خزيمة في التوحيد ص75، والآجري في الشريعة ص304.
جميعهم من طريق أبي عبيدة عن أبي موسى الأشعري. [5] أخرجه البخاري: كتاب التوحيد باب قول الله عزَّ وجلَّ: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} 13/388 من طريق حماد بن زيد عن عمرو عن جابر بن عبد الله.