responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد نویسنده : الفوزان، صالح بن فوزان    جلد : 1  صفحه : 276
"فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو" مثل النصارى غلو في عيسى عليه السلام، يعني: فأخرجهم الغلو من الدين إلى الكفر- والعياذ بالله- فهلكوا، وهم يريدون النجاة، لكن لما كانت طريقتهم غير مشروعة لم تحصل لهم النجاة، وإنما حصل لهم الهلاك، فكل أحد يريد النجاة من غير أن يسلك طريقها فإنه هالك، لا نجاة إلاّ بإتباع الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مهما كلّف الإنسان نفسه إذا خالف منهج الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنه غالٍ وهالك، وهو مشابه لمن كان قبلنا من الغلاة.
ففي هذا: التحذير من الغلو في العبادات، والغلو في الأشخاص، والغلو في كل شيء، فالغلو في كل شيء ممنوع، والمثل يقول: "كل شيء جاوز حدّه انقلب إلى ضده"، كل غلو فهو طريق هلاك، وإنما طريق النجاة هو الاعتدال والاستقامة: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا} .
وما هلكت الخوارج والمعتزلة وعلماء الكلام إلاّ بسبب غلوهم.
فالخوارج عندهم عبادة عظيمة، حتى إن الصحابة يحقرون صلاتهم إلى صلاتهم، وعندهم قراءة للقرآن كثيرة، لكنهم لم يقتصروا على المشروع، زادوا -والعياذ بالله- حتى هلكوا، وكل من فعل هذا فإنه يهلك، والتجربة موجودة، وما وصل أحد من المتنطّعين والغلاة إلى النتيجة المطلوبة أبداً، وإنما يكون سبيلهم الهلاك في الدّنيا والآخرة.
فهذا مما يحذّر منه في هذا الزمان، لأن ظاهرة الغلو والتّنطع كثرت إلاّ من رحم الله عزّ وجلّ، وذلك لما فشا الجهل في الناس جاء الغلو وجاءت المخالفات بتزيين شياطين الإنس والجن.
فالواجب علينا أن نحذر من هذا، وأن نلزم طريق الاستقامة في كل شيء.
أما المعتزلة فغلوا في تنزيه الله، حتى نفو صفات الله التي وصف بها نفسه.
والممثلة غلو في إثبات الصفات، حتى شبّهوا الخالق بالمخلوق، فغلو في ذلك، فَضَلّوا -والعياذ بالله-.
وأهل السنّة والجماعة توسطوا؛ فأثبتوا لله الأسماء والصفات كما جاءت، تنزيهاً بلا تعطيل، هذا نفي للغلو في التنزيه، وإثباتاً بلا تمثيل، هذا نفي للغلو في الإثبات، فهم توسطوا.

نام کتاب : إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد نویسنده : الفوزان، صالح بن فوزان    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست