responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 114
السَّلَام أَنه أقرّ بالربوبية لالهين فقد اعْترف بربوبية الْوَاسِطَة وَأنكر ربوبية الله وَكَذَلِكَ يفعل الله بِكُل مُسْرِف مرتاب أعاذنا الله من الإختلال المفضى بِصَاحِبِهِ إِلَى الضلال ثمَّ هَذِه الْمخَارِق بلزم مِنْهَا قلب الْحَقَائِق فَإِن الصَّوْت لَا يقوم بِنَفسِهِ وَلَا بخلقه وَالْقَائِل بذلك يشْهد الْعُقَلَاء بحمقه فَإِن حَقِيقَته صفة لموصوف يستدعى وجودهَا محلا كَمَا سَائِر الصِّفَات إِذْ لايعقل قيام صفة بِنَفسِهَا بل بغَيْرهَا وَهَذَا ضَرُورِيّ
وَأما قَوْلك فَإِن قلت إِن الصدى لم يقل لَهُ أَنا الله وَلكنه كَانَ فِي مسامع مُوسَى أَنا اللة قلت لَك ان الصدى هُوَ الْعَامِل فِي مسامع مُوسَى وَهُوَ المحرك لَهُ وَعَلِيهِ رد واياه أجَاب فيلزمك على هَذَا الِانْفِصَال أَن يكون مُوسَى رَسُول الصدى لَا رَسُول الله وَعَلِيهِ يدل كلامك وَعنهُ تحمل الرسَالَة لَا عَن الله وَإِذا كَانَ كَذَلِك فقد كذبت مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام على مَا يلزمكم حَيْثُ قَالَ لفرعون أَنا رَسُول الله فَإِن كَانَ بزعمك رَسُول الصدى فَإِذا كَانَ الصدى يَقُول أَنا الله ويعترف لَهُ مُوسَى بالربوبية وَيَأْمُر لمُوسَى بتبليغ رسَالَته فَقولُوا أَن الصدى إِلَه وأضيفوه إِلَى آلِهَتكُم الْمُتَقَدّمَة فَيكون عَددهمْ خَمْسَة وَذَلِكَ أَن الأقانيم الثَّلَاثَة عنْدكُمْ آلِهَة وَعِيسَى إِلَه رَابِع والصدى إِلَه خَامِس ومنكم طائقة تدعى أَن مَرْيَم إِلَه فَتكون الْآلهَة عِنْد هَذِه الطَّائِفَة سِتَّة
وَإِذا انْتهى عقل إِنْسَان يَقُول هَذِه المخازي بِلِسَانِهِ وَلَا يشْعر بهَا سَقَطت مكالمته وَوَجَبَت مجانبته
وَلَا معنى لتطويل الْكَلَام مَعَ من يرتكب ذَلِك الهذيات فقد تمّ للشَّيْطَان فيهم أمله وأنجح مَعَهم سَعْيه وَعَمله وَمَعَ هَذَا ف {إِنَّمَا يستجيب الَّذين يسمعُونَ والموتى يَبْعَثهُم الله ثمَّ إِلَيْهِ يرجعُونَ} وَيَنْبَغِي أَن يتَعَدَّى أَكثر كَلَام هَذَا السَّائِل مِمَّا هُوَ ظَاهر الْفساد ولعلنا نصل إِلَى مَا هُوَ المهم وَالْمرَاد من نقل مَذَاهِب الْمُتَقَدِّمين أعنى المطارق والقسيسين إِذْ كَلَامهم يُمكن أَن يعقل أعنى ينفهم ويتحصل وَلَا بُد مَعَ ذَلِك من نقل كَلَام هَذَا السَّائِل ليعلم النَّاظر فِيهِ أَنه لَيْسَ تَحْتَهُ طائل وَأَن الْمُتَكَلّم بِهِ لَيْسَ بعاقل

نام کتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست