responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 142
مصلوب وَإِن قَالُوا إِنَّه إِلَه بِمَا حل فِيهِ من الْإِلَه فَكَانَ يَنْبَغِي لَهُم أَن يَقُولُوا إِنَّه نصف إِلَه وَلَا يعْبدُونَ جِسْمه وَلَا يَسْجُدُونَ لجسده وَإِذا قَالُوا إلهنا الْمَسِيح قَالُوا مَكَان يَا إلهنا يَا نصف إلهنا أَو يَا ثلث إلهنا فَإِنَّهُ اتَّحد بِهِ أحد الأقانيم الثَّلَاثَة وَالْوَاحد من الثَّلَاثَة ثلث وَهَذَا كُله جهالات وتواقحات مِنْهُم
إِلْزَام آخر
وَذَلِكَ أَنهم اتَّفقُوا على أَن الْمَسِيح صلب وَقتل بالنخز وَرفع فَوق خَشَبَة بعد أَن أهين وصفع وَوضع على رَأسه الشوك وسمرت يَدَاهُ وَرجلَاهُ فِي الْخَشَبَة وَقد جَاءَ كل هَذَا فِي أَنَاجِيلهمْ كَمَا زَعَمُوا فَنَقُول لَهُم ألوقت الَّذِي أهين وصفع وَرفع على الْخَشَبَة وسمرت يَدَاهُ ونخز هَل كَانَ متحدا بِهِ اللاهوت أَو زَالَ عَنهُ فَإِن كَانَ متحدا بِهِ اللاهوت فِي تِلْكَ المواطن فَلَقَد أدْرك لَا هوته من المذلة والإهانة والنخز وَالْمَوْت مَا أدْرك ناسوته لَا سِيمَا وَقد ألتزمتم فِيمَا تقدم أَن أقنوم الْعلم حَيّ فيلزمكم على هَذَا أَن تعبدوا إِلَهًا ذليلا مهانا ينخز وَيَمُوت وَكفى بِهَذَا خزيا وفضيحة وَإِن قُلْتُمْ إِنَّه فَارقه فَإِذا جَازَ أَن يُفَارِقهُ فِي موطن جَازَ أَن يُفَارِقهُ فِي كل موطن وَهَذَا مِمَّا يأبونه وَيلْزم عَلَيْهِ إِن فَارقه أَن يكون جَاهِلا وَألا يكون إِلَهًا فتعبدون مَا لَيْسَ با لَهُ
وَقد خرجنَا مَعَ هَؤُلَاءِ الْجُهَّال بخالقهم الْمُسْتَهْزِئِينَ بأديانهم إِلَى حد الْإِكْثَار وفارقنا شَرط الإختصار وَقد أطنبنا فِي هَذَا الْفَصْل وَإِن كَانَ لَا متمسك لصَاحبه وَلَا أصل لكَوْنهم متفقين عَلَيْهِ ومحتجين بِهِ ومتحومين نَحوه
وَلَا يظنّ الظَّان أَن هَذَا الْمَذْهَب الَّذِي ارْتَكَبهُ هَؤُلَاءِ الْقَوْم فِي الأقانيم والإتحاد مُحْتَاج فِي إِبْطَاله إِلَى نظر وإجتهاد بل الْعُقُول بأوائلها تشهد بفساده كَمَا أَن الْحس يدْرك بَيَاض الْجِسْم من سوَاده وَهَؤُلَاء معاندون وللضروريات جاحدون
وَمن كَانَ حَاله كَذَلِك إِنَّمَا يتَكَلَّم مَعَه بِضَرْب الْأَمْثِلَة بأبين المدارك وتعديل الإلزامات وتكثير المسالك ليتبين الإفحام ويلقى يَد الإستسلام وَقد قدمنَا الْعذر عَن ذَلِك كُله فِي أول الْكتاب وَإِلَى الله أَرغب فِي الْهِدَايَة للصَّوَاب وَحسن المنقلب إِلَيْهِ والمآب

نام کتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست