responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 386
وَوصف ذَلِك الإفْرِيقِي مَعَ ذَلِك حيلا فاحتال ذَلِك الْأَمِير على الْكَنِيسَة فِي أحد غَزَوَاته وَقد دنا يَوْمهَا ذَلِك فدعى الإفْرِيقِي وَكَانَ مَعَه فَسَأَلَهُ كشف ذَلِك فَعمد الإفْرِيقِي فاستخرج مِنْهُ قناة من الصفر على نَحْو مَا كَانَ ذكر وَعمد إِلَى سَمَاء الثريا فاستخرج مِنْهُ حجرا من المغناطيس فَسَقَطت فَأمر الْأَمِير عِنْد ذَلِك بمعاقبة القسيس
وَكَذَلِكَ كُنْتُم تَزْعُمُونَ أَن مَرْيَم نزلت من السَّمَاء على دون إِذْ فنتش المطران بِجَامِع طليطله وكست رَأسه بقجيلة وجسمه بِثِيَاب مزينة وَذَلِكَ فِي لَيْلَة النّصْف من شهر أغشت فتعظمون تِلْكَ اللَّيْلَة تَعْظِيمًا شنيعا
وَذَلِكَ كُله إِنَّمَا يَصح عَلَيْكُم لجهلكم بالأمور كلهَا حَقّهَا وباطلها حَتَّى أَنكُمْ تصدقُونَ بِالْبَاطِلِ والترهات وتكذبون بِالْحَقِّ كُله وباليقينيات فردكم لغير معنى وقبولكم لغير معنى فَلذَلِك لم تعدوا من الْعُقَلَاء وَلم تضربوا بِسَهْم النبلاء
وَلَقَد أورد بعض حذاقنا المجترئين على الْكَلَام على النَّصَارَى فِي كذبهمْ نزُول مَرْيَم على دون إِذْ فنش إلزامات نبهت النَّصَارَى وَلَا محيص لَهُم عَنْهَا
فَقَالَ لَهُم أخبرونا عَن نزُول مَرْيَم الَّذِي تَزْعُمُونَ هَل كَانَ بِإِذن سَيِّدهَا أَو بِغَيْر إِذْنه فَإِن قُلْتُمْ كَانَ بِإِذْنِهِ فَكيف يجوز عَلَيْهِ أَن يمتهن أم وَلَده بزعمكم فِي حق عَبده وهلا كَانَ يُرْسل عبدا من عبيده ويصون أم وَلَده
هَذَا يدل على عدم الْغيرَة وَلَو فعل ذَلِك الْوَاحِد منا لعرض نَفسه وَزَوجته للتهم ولتضاف إِلَيْهِ النقائص وينسب إِلَى همته الخسة
وَإِن قُلْتُمْ كَانَ ذَلِك بِغَيْر إِذن مِنْهُ فَكيف يَنْبَغِي أَن تخونه مَعَ أَن الله قد اصطفاها على نسَاء الْعَالم واتخذها أم ولد بزعمكم فتنزل بِغَيْر إِذْنه إِلَى رجل من جِنْسهَا بكسوة وَثيَاب مزينة فِي كَنِيسَة خَالِيَة وَهَذَا مَحل خِيَانَة

نام کتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 386
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست