responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 429
وبخبزها وَهَذَا اسْتِعَارَة حَسَنَة مستعملة وَكَثِيرًا مَا يُقَال فِي الْكَلَام الْعلم والمعاني الشَّرِيفَة خبز الْأَرْوَاح كَمَا أَن الطَّعَام الْمَعْرُوف خبز الأشباح
ولكلامه عَلَيْهِ السَّلَام عَامل آخر وتأويلات جَارِيَة غير مَا ذكرْتُمْ يجوزها الْعقل وَلَا يبعدها إستعمال اللَّفْظ لَا يخرج شَيْء مِنْهَا إِلَى الهذيان الَّذِي صرتم إِلَيْهِ الَّذِي أفْضى بكم لجهلكم إِلَى ترك حكم وَترك الْعَمَل بِمُقْتَضَاهُ وَلَوْلَا التَّطْوِيل لذكرنا مِنْهَا وُجُوهًا وَبِهَذَا اللَّفْظ وَمَا يُشبههُ ضللتم حَيْثُ قُلْتُمْ بالإتحاد وَلم تفهموا مِنْهُ المُرَاد فكابرتم العقلو وحرفتم الْمَنْقُول وحملتم من الشناعة والقباحة مَالا يرضى بِهِ عليم وَلَا جهول وَقد ذكرنَا إبِْطَال ذَلِك فِيمَا تقدم
وَأما استدلالهم بِفعل الحواريين فَذَلِك من فن الْكَذِب عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ وَلَو سلمنَا أَنه صَحِيح وَصدق لما كَانَ فِي فعلهم حجَّة بل إِن كتاب الله تَعَالَى يُخَالف فعلهم بل الْحجَّة كتاب الله وَلَا يرْتَفع شَيْء من ذَلِك إِلَّا إِذا بَين عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام أَنه مَنْسُوخ ويبلغكم ذَلِك عَنهُ بِنَصّ قَاطع على شُرُوط النّسخ على مَا هُوَ مَعْرُوف عِنْد أَهله بل قد أوردوا فِي إنجيلهم أَن عِيسَى قَالَ للمبروص الَّذِي شفَاه أمض واعرض نَفسك على القسيسين واهد قربانك الَّذِي أَمر بِهِ مُوسَى فِي عَهده
وَهَذَا نَص على أَن القربان عِنْد عِيسَى إِنَّمَا هُوَ الَّذِي حكم بِهِ مُوسَى وَهُوَ العجول والجزر والخرفان لَا كَمَا شرعتم أَنْتُم من الهذيان
فقد حصل من هَذَا أَنكُمْ خالفتم عِيسَى وقلتم عَلَيْهِ الْبُهْتَان وَأما استدلالهم بِفعل القسيسين فَأُولَئِك المغيرون للدّين والمحرفون لكتاب رب الْعَالمين
كدينك من أم الْحُوَيْرِث قبلهَا وجارتها أم الربَاب بماسل فقد ظهر من هَذَا أَنهم تركُوا قرْبَان التَّوْرَاة لغير شَيْء وَأَنَّهُمْ على غير شَيْء فَعَلَيْهِم لعنة كل ميت وَحي

نام کتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست