نام کتاب : الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار نویسنده : العمراني جلد : 1 صفحه : 311
49- فصل
استدل القدري المخالف بقوله تعالى: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ} [1]، وبقوله تعالى: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعَالَمِينَ} [2].
وهذا يقتضي نفي إرادته لكل ظلم منه أو من غيره لأنه أدخل حرف النفي وهو (ما) على نكرة فاقتضى[3] استغراق الجنس كقول القائل (ما في الدار رجل) ، فإنه يقتضي نفي كل من يقع عليه اسم رجل. هذا نكتة قوله ومعتمده[4].
والجواب: أن هذا ليس بصريح[5] في نقي فعل الظلم من العباد؛ لأنه لو أراد ذلك لقال: (وما الله يريد ظلما من العباد) ، وإنما هو صريح[6] في نفي عذاب الله لهم ظلما بغير ذنب كان منهم، وسياق الآية يدل على ذلك وهو قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ} ومعنى ذلك مثل أشباه عذاب[7] هذه الأمم {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ} فيعذب على غير ذنب، ويجوز أن يحمل ما الله يريد ظلما لهم من أعمالهم مثل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [8]، وقوله تعالى: [1] غافر آية (31) . [2] آل عمران آية (108) . [3] في - ح - (نفى) وليست في الأصل. [4] تقدم ص 275-276 قول المعتزلة في الظلم المنفي وقول القدري هنا من جنس قولهم. [5] في - ح- (والجواب أن يقال ليس بصريح) . [6] في - ح- (وإنما صرح) . [7] في الأصل (العذاب) وما أثبت من - ح- وهي الأنسب للعبارة. [8] النساء آية (40) .
نام کتاب : الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار نویسنده : العمراني جلد : 1 صفحه : 311