نام کتاب : البدع الحولية نویسنده : التويجري، عبد الله جلد : 1 صفحه : 186
وصفت في رحابه الأرائك (1)
المحلاة بالذهب، وانتثرت في جنباته النمارق [2] الموصوفة، واسترسلت في ساحته الكلل [3] الحريرية، ورفعت على سواريه الأعلام الملكية، وعلقت في مداخله المصابيح الباهرة الأنوار، وفي سماواته الثريات الآخذة بالأبصار....، كما فُرشت أرض الميدان بالرمل الأصفر والأحمر، ووقف على أبوابه رجال الحرس الملكي في ملابسهم المزركشة ... ووفد على هذه السرادق وزراء الدولة، وشيخ الأزهر، وطوائف العلماء!!، ووكلاء الوزارات، وكبار الموظفين، وكبراء الأمة، وأعيان الناس، من ذوي المراتب والألقاب، وجميع هؤلاء قد وقف في جلال ووقار، انتظاراً لتشريف حضرة الملك المعظم، أو من ينتدب للإنابة عنه في حضور الاحتفال.
وقبيل الظهر بساعة بينما هذا الجمع الحاشد في الانتظار.... وصل الركب الملكي الفخم، وقد أقبل جلالته بوجهه المشرق على هذه الجموع، مشيراً بيده الكريمة إشارة التحية والسلام، واستقبله بعد ذلك كبار الشخصيات الموجودة في السرادق.....، وعندما وصلت المركبة الملكية قبالة السرادق الملكي العظيم، سمعت طلقات المدافع تدوي تحية الملك، وتعالت أصوات قوات الجيش هاتفة بحياته، ثم أخذت الموسيقى تصدح بأنغامها الشجية بالسلام الملكي......، وبعد الانتهاء من عرض الجيش تقدمت بين يدي الملك مشايخ الطرق الصوفية برجالها ومريديها، حاملين لأعلامهم وشاراتهم، وكل شيخ يمر بين يديه يقف هنيهة لقراءة الفاتحة، وتلاوة بعض الأدعية المأثورة بطريقتهم المعروفة في القراءة والدعاء، ثم يهتفون جميعاً بحياة الفاروق ثلاثاً.
(1) - الأرائك: جمع أريكة: وهي سرير منجد في قبة أو بيت. وقيل: كل ما اتكئ عليه من سرير أو فراش أو منصة.
يراجع: لسان العرب (10/389، 390) مادة (أرك) . [2] - النمارق: هي الوسائد، ومنها ما يفرش تحت الراكب على الراحلة. يراجع: لسان العرب (10/361) مادة (نمرق) . [3] - الكلل: جمع كلة، وهي الستر الرقيق يضرب على القبور، وقيل: هي ما خيط من الستور فصار كالبيت، وقيل: هي ستر رقيق يخاط كالبيت يتوقى فيه من البعوض. يراجع: لسان العرب (11/595) مادة (كلل) .
نام کتاب : البدع الحولية نویسنده : التويجري، عبد الله جلد : 1 صفحه : 186