فمنها: حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ} قال: "أعوذ بوجهك"، {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قال: "أعوذ بوجهك"، {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [1] قال: "هاتان أهون وأيسر" [2].
وحديث أبي موسى عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم عز وجل إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن" [3].
وهذا الحديث كما أثبت به البيهقي - رحمه الله - صفة الوجه لله تبارك وتعالى، فقد أثبت به صفة الكبرياء أيضاً، حيث قال بعد إيراده لإثبات صفة الوجه: قوله "رداء الكبرياء" يريد به صفة الكبرياء، فهو بكبريائه وعظمته لا يريد أن يراه أحد من خلقه بعد رؤية يوم القيامة حتى يأذن لهم بدخول جنة عدن، فإذا دخلوها أراد أن يروه فيروه في جنة عدن[4]. [1] سورة الأنعام آية: 65. [2] الأسماء والصفات ص: 301-302، ورواه البخاري في كتاب التوحيد من صحيحه، انظر: صحيح البخاري مع شرحه، فتح الباري حديث رقم:7406،13/388. [3] الأسماء والصفات ص: 302. والحديث رواه متفق عليه. انظر: صحيح البخاري كتاب التوحيد، حديث رقم: 7444،13/423، وصحيح مسلم رقم: 296 ((إيمان)) 1/163. [4] الأسماء والصفات ص: 302.