ولو كان ذكر الوجه صلة، ولم يكن للذات صفة لقال "ذي الجلال والإكرام" فلما قال: {ذُو الْجَلالِ وَالأِكْرَامِ} علمنا أنه نعت للوجه، وهو صفة للذات[1].
ولا ريب أن ما ذكره البيهقي - رحمه الله - عن صفة الوجه هو بعينه مذهب السلف رضوان الله عليهم، كما قال الإمام ابن خزيمة: "نحن نقول - وعلماؤنا جميعاً في الأقطار ـ أن لمعبودنا عز وجل وجهاً كما أعلمنا الله في محكم تنزيله، فذواه بالجلال والإكرام، وحكم له بالبقاء، ونفى عنه الهلاك، ونقول: إن لوجه ربنا عز وجل من النور والضياء، والبهاء ما لو كشف حجابه لاحترقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره، محجوب عنه أبصار أهل الدنيا، لا يراه بشرما دام في الدنيا الفانية، ونقول: إن وجه ربنا القديم لم يزل بالباقي الذي لا يزال فنفى عنه الهلاك والفناء"[2].
كما ذكر ابن خزيمة - رحمه الله - في كلامه عن وجهة الاستدلال بالآية {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالأِكْرَامِ} عين ما ذكره البيهقي[3].
كما ذكر أن النعت في الآية للوجه الإمام ابن كثير، حيث قال: "وقد نعت تعالى وجهه الكريم بأنه ذو الجلال والإكرام" أي: هو أهل أن يجل فلا يعصى، وأن يطاع فلا يخالف[4]. [1] الاعتقاد ص: 29. [2] ابن خزيمة، محمّد بن إسحاق، كتاب التوحيد ص: 22، 23. [3] المصدر نفسه ص: 22. [4] تفسير القرآن العظيم لابن كثير4/273.