وهذا التفسير عن ابن عباس ذكره الطبري في تفسيره، ورواه عن قتادة أيضاً، وذهب هو إلى اختياره والقول به[1].
ثم ذكر أن بعض أصحابه - ويعني بهم الأشاعرة - قد أولوا صفة العين الواردة في الآيات بالرؤية، وبعض آخر أولها بالحفظ والكلاءة وأنها من صفات الفعل، وأن من قال بأحد هذين التأويلين زعم أن المراد بخبر نفي نقص العور عن الله تبارك وتعالى، أنه لا يجوز عليه ما يجوز على المخلوقين من الآفات والنقائص[2].
وهذا ما ذهب إليه الجويني، والبغدادي، والرازي من أساطين الأشاعرة[3]. كما أولها المعتزلة بالعلم[4]. وهي تأويلات فاسدة، ما أنزل الله بها من سلطان، الغرض منها الهرب من إثبات صفة العين لله تبارك وتعالى، وقد رد عليهم مؤكداً إن ما وردت به النصوص ظاهر في إثبات العين صفة لله سبحانه، لائقة بجلاله[5].
ويؤيد ما ذهب إليه البيهقي ماورد في رواية البخاري من إشارته صلى الله عليه وسلم إلى عينه عند بيانه الصفة التي نعرف بها ربّنا سبحانه وهو كماله في صفاته، ونقصان الدجال بإصابته بالعور في عينه اليمنى. وهذا إثبات صريح لصفة العين، ورد ملجم لكل مؤول. [1] الطبري، محمّد بن جرير، جامع البيان12/33-34. [2] الأسماء والصفات ص: 313. [3] انظر: الإرشاد للجويني ص: 155، وأصول الدين للبغدادي ص: 109، وأساس التقديس للرازي ص: 120. [4] شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبّار ص: 227. [5] الأسماء والصفات ص: 313.