والاستهزاء، ومن علامات أهل الأهواء والبدع الوقيعة في أهل الحديث والأثر. وهذا من أعظم العقوق وأشد اللؤم، إذا أهل الحديث لم يأتي منهم إلا الأيادي البيضاء والجميل والإحسان.
قال بعض أهل العلم في بيان فضل أهل الحديث وبيان بعض مآثرهم ومناقبهم:
جزى الله أصحاب الحديث مثوبة ... وبوأهم في الخلد أعلى المنازل
فلولا اعتناهم بالحديث وحفظه ... ونفيهم عنه ضروب الأباطل
وإنفاقهم أعمارهم في طلابه ... وبحثهم عنه بجد مواصل
لما كان يدري من غدا متفقهاً ... صحيح حديث من سقيم وباطل
ولم يستبن ما كان في الذكر مجملاً ... ولم يدري فرضاً من عموم النوافل
لقد بذلوا فيه نفوساً نفيسة ... وباعوا بحظ أجل كل عاجل
فحبهم فرض على كل مسلم ... وليس يعاديهم سوى كل جاهل
سأل الله أن يجزيهم عنا وعن المسلمين خير الجزاء، وأن يرفع درجاتهم في عليين، وأن يجعل لهم لسان صدق في الآخرين، وأن يغفر لنا ولهم أجمعين.