(جهم) : هو ابن صفوان، رأس من رؤوس الجهمية، وقد ذكر أهل العلم أن منشأ هذا التعطيل: أن الجهم أخذه عن الجعد بن درهم عن أبان بن سمعان عن طالوت ابن أخت لبيد عن لبيد بن الأعصم اليهودي وهو أخذ ذلك عن يهود اليمن، هذه هي سلسلة هذا الضلال متصلة باليهود، ومن هنا يعلم أن أساس التعطيل هم اليهود كما أنهم هم أساس الرافضة.
(أسجحوا) أسجح بالشيء أي لانت به نفسه، فأتباع جهم لانت نفوسهم ومالت قلوبهم إلى هذا المعتقد، وفي نسخة (أسمحوا) وهو بمعناه أي: سمحت نفوسهم باعتقاد هذا القول وتقريره رغم فساده وبطلانه.
ثم قال: (ولا تقل القرآن خلق قرأته ... ) أي لا تقل قراءتي بالقرآن مخلوقة، وهذا فيه الرد على بدعة أخرى غير بدعة الواقفة، ألا وهي بدعة اللفظية الذين يقولون لفظي بالقرآن مخلوق، أو تلاوتي بالقرآن مخلوقة أو قراءتي بالقرآن مخلوقة.
ومنشأ هذه البدعة هي بدعة الجهمية نفسها، وشبهتهم هي شبهة الجهمية؛ لأن اللفظ والتلاوة والقراءة كلها مصادر تحتمل أحد أمرين:
تحتمل الملفوظ والمتلو والمقروء وهو كلام الله وهذا غير مخلوق، وتحتمل حركة اللسان والشفاه والحنجرة وصوت الإنسان وهي مخلوقة، فعندما يقال لفظي بالقرآن مخلوق يحتمل أحد هذين. فاللفظية هم ـ كما قرر أهل العلم ـ جهمية؛ وإنشاؤهم لهذه البدعة إنما كان لتقرير مذهب الجهم من طريق آخر وشبهة أخرى؛ للتلبيس على الناس، فهو عندما يقول "لفظي