(كما) الكاف للتشبيه، و (ما) زائدة، أي كالبدر.
(وربك أوضح) القمر مخلوق من مخلوقات الله ومع ذلك يراه الناس ليلة البدر عياناً بياناً بدون ضيم وضرر ونحو ذلك، فكيف بالرب الخالق تعالى؟! فإنه أوضح من كل شيء سيراه المؤمنون بأبصارهم عياناً على الحقيقة.
قوله: (وربك) أي: أيها المخاطب بهذا النظم، وهو رب الخلائق أجمعين، رباهم بنعمه لا رب لهم سواه ولا خالق لهم غيره.
وربوبيته لخلقه نوعان: عامة وخاصة؛ فأما العامة بالخلق والرزق والإنعام والصحة ونحو ذلك من الأمور التي هي عامةً في المؤمن الكافر والبر والفاجر، وأما الخاصة فهي التربية على الإيمان والهداية للطاعة والتوفيق للعبادة وهذه مختصة بالمؤمنين.
قال:
(وليس بمولودٍ وليس بوالدٍ ... وليس له شبه تعالى المسبح)
هذا البيت ذكره الناظم بعد إثبات الرؤية لله؛ ليبين به أن إثباتها حقيقة لا يستلزم تشبيه الله بالمولود أو بالوالد، ولا يستلزم التشبيه؛ لأن أهل السنة يثبتون الصفات على وجهٍ يليق بالله تعالى، والإضافة تقتضي التخصيص في الصفة التي تضاف إلى الله ليست كالصفة التي تضاف إلى المخلوق، فعندما تضاف الصفة إلى الله فإنها تليق بكمال الله، وإذا أضيفت إلى المخلوق فإنها تليق بضعفه ونقصه.