ارتكاب الكبائر لا يخرج من الملة.
وكذلك قوله تعالى: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ} (البقرة:178) وهذه وردت في شأن القاتل، فسمى القاتل أخاً لوالي المقتول والأخوة هنا أخوة الدين، فدل ذلك على أن القتل وغيره من كبائر الإثم لا ينتقل به المسلم من الدين.
ولما كانت المنظومة مختصرة لا يمكن استيعاب الأدلة فيها اكتفى الناظم بالإشارة إلى قوله صلى الله عليه وسلم: "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" [1]، ولهذا قال: (فكلهم يعصي) فإذا كان تكفير أهل المعاصي سائغاً فلا يبقى أحد عندئذ على الإسلام، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر في هذا الحديث الذي أشار إليه الناظم أ، كل بني آدم خطاء. وفي الحديث الآخر قال: "لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون ويستغفرون فيغفر لهم" [2].
(وذو العرش يصفح) كما في قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر:53) . وهذا فيه دلالة على عظيم عفو الله، وجميل صفحه، وسعة مغفرته، وكمال رحمته، وأنه سبحانه لا يتعاظمه ذنبٌ أن يغفره، فمن تاب تاب الله عليه، والحسنات ماحية للذنوب، والمصائب كفارات، والله ذو الفضل العظيم. [1] الترمذي برقم (2499) ، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي برقم (2499) . [2] الحاكم في المستدرك برقم (7623) ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (967) .