(ذو العرش) ما يقال فيه (ذو) شأنه شأن المضافات إلى الله وهي على نوعين:
1- إضافة الصفة إلى الموصوف كما في قوله تعالى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإكْرَامِ} (الرحمن:78) . فالجلال والإكرام وصفان لله عز وجل.
2- إضافة المخلوق إلى الخالق ومنه قوله تعالى: {ذُو الْعَرْشِ} (غافر: 15) فالعرش مخلوق من مخلوقات الله وهذه الإضافة تقتضي التشريف والتكريم.
والعرش هو أكبر المخلوقات، وهو سقفها وهو على المخلوقات كالقبة. والعرش الحقيقي وهو في اللغة سرير الملك كما في قوله: {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} (النمل:23) أي ملكة سبأ.
وعرش الرحمن له قوائم كما في الحديث: "فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش" [1]، وله حملة وهم من الملائكة وعددهم ثمانية {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} (الحاقة:17) ، وهناك ملائكة حافون من حول العرش. وصفات العرش كثيرة.
ويجب الإيمان بوجود العرش ولا يجوز الخوض فيه بالتأويلات الفاسدة، بل نؤمن بأنه عرش حقيقي عظيم كريم مجيد، ونؤمن بجميع صفاته الواردة في القرآن والسنة، ونؤمن بأن الله مستو عليه استواءً يليق بجلاله كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:5) . [1] البخاري برقم (4638) ، ومسلم برق (2374) .