وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس: " أنه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارا لذلك، فقال: ما فرق هؤلاء؟ يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند متشابهه "[1].
شرح الكلمات:
انتفض: أي ارتعد.
استنكارا لذلك: أي استنكارا لحديث الصفات، إما لأن عقله لا يحتمله، أو لكونه اعتقد عدم صحته فأنكره.
ما فرق هؤلاء: بتخفيف الراء: ما الذي أخاف هؤلاء، وبتشديد الراء، ما فرق هؤلاء بين الحق والباطل.
رقة عند محكمه: ميلا وقبولا للحكم: وهو الواضح.
يهلكون عند متشابه: ينكرون ما يتشابه عليهم معناه.
الشرح الإجمالي: يخبرنا عبد الله بن عباس في هذا الأثر أنه رأى رجلا قد ارتعد وفزع حينما سمع أحاديث الصفات، وأن ابن عباس قد أنكر عليه هذا التغيير، وسأل عما أفزع هؤلاء الصنف من الناس، وما الذي جعلهم يفرقون بين المحكم والمتشابه، فيقبلون المحكم ويؤمنون به، وينكرون المتشابه ويردونه. [1] أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (485) . وقال الألباني في تخريج السنة: "إسناده صحيح, رجاله ثقات".