المبحث السادس: شدة حرها وعظم دخانها وشرارها
قال الله تعالى: (وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال*في سموم وحميم*وظل من يحموم * لا بارد ولا كريم) [الواقعة: 41 - 44] ، وقد تضمنت هذه الآية ذكر ما يتبرد به الناس من الكرب والحر وهو ثلاثة: الماء والهواء والظل، وذكرت الآية أن هذه لا تغني عن أهل النار شيئاً، فهواء جهنم: السموم، وهو الريح الحارة الشديدة الحر، وماؤها: الحميم الذي قد اشتد حره، وظلها: اليحموم وهو قطع دخانها. (1)
وكما هوّل في هذه الآية أمر أصحاب الشمال أهل النار، هوّل في آية أخرى أمر النار فقال: (وأما من خفت موازينه* فأمه هاوية* وما أدراك ما هيه * نار حامية) [القارعة: 8 - 11] .
والظل الذي أشارت إليه الآية (وظل من يحموم) [الواقعة: 43] ، هو ظل دخان النار، والظل يشعر عادة بالنداوة والبرودة، كما أن النفس تحبه وتستريح إليه، أما هذا الظل فإنه ليس ببارد المدخل ولا بكريم المنظر، إنه ظل من يحموم.
وقد حدثنا القرآن عن هذا الظل الذي هو دخان جهنم الذي يعلو النار،
(1) التخويف من النار: ص 85.