النبي صلى الله عليه وسلم بحيث إن المبتدعين له شرعوا أحكاما لم يشرعها النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى: من الآية21] فلما لم يشرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته هذا العمل، دل ذلك على بدعيته.
خامسا: ومن أدلة المانعين من الذكر الجماعي: أن في هذا الذكر بصوت واحد تشبها بالنصاري الذين يجتمعون في كنائسهم لداء التراتيل والأناشيد الدينية بصوت واحد. هذا مع كثرة النصوص الشرعية التي وردت في النهي عن التشبه بأهل الكتاب، والأمر بمخالفتهم.
سادسا: ومن أدلة المانعين من الذكر الجماعي: أن فيه مفاسد عديدة تقطع بعدم جوازه، لا سيما وأنها تربو على ما له من منافع زعمها المجيزون له، فمن هذه المفاسد:
1- التشويش على المصلين والتالين للقرآن مع ورود النهي عن هذا التشويش، ومنها على سبيل المثال قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن كلكم مناج ربه. فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة" [1] .
2- الخروج عن السمت والوقار الذين يجب على المتسلم المحافظة عليهما.
3- أن اعتياد الذكر الجماعي قد يدفع بعض الجهال والعامة إلى
1- أخرجه أبو داود (1332) وصححه الألباني في صحيح أبي داود 1183) ، وفي صحيح الجامع الصغير (2639) ، ونسبه لأحمد والحاكم والبيهقي وابن خزيمة.