وهذا القول للسلف في عرش الله هو ما جاءت به الآيات والأحاديث الصحيحة، وقد كان سلف الأمة وأئمتها دائماً يصرحون بذلك في كتبهم عند الحديث عن هذه المسألة.
وقد وافقهم في هذا القول في عرش الله الكلابية، والكرامية، ومتقدموا الأشاعرة، وبعض الجهمية، والمعتزلة[1].
ثانياً: أقوال المخالفين:
القول الأول:
ما زعمه طائفة من الجهمية، والمعتزلة، والماتريدية[2]، وعامة متأخري الأشاعرة[3]، من أن معنى العرش في قوله تعالى {لرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} هو الملك.
قال الدارمي في كتابه "الرد على الجهمية": "باب الإيمان بالعرش وهو أحد ما أنكرته المعطلة. فادعت هذه العصابة أنهم يؤمنون بالعرش [1] شرح أصول الخمسة (ص226) ، أصول الدين للبغدادي (ص112) ، الفرق بين الفرق (ص215-216) ، شرح جوهرة التوحيد (ص181) ، نقض التأسيس (1/396، 2/14-15) . [2] هم أتباع أبو منصور، محمد بن محمد الماتريدي، السمرقندي.
انظر قولهم في هذه المسألة في "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (1/85) . [3] التبصير في الدين للإسفرائيني (158) .