نام کتاب : العقيدة في الله نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 280
الإله عند اليهود (1)
حفلت ديانة بني إسرائيل - اليهودية - بالتصورات الوثنية وباللوثة القومية على السواء، فبنو إسرائيل - وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام - جاءتهم رسلهم، وفي أولهم إسرائيل، بالتوحيد الخالص الذي علمهم إياه أبوهم إبراهيم، ثم جاءهم نبيهم الأكبر موسى عليه السلام بدعوة التوحيد أيضاً مع الشريعة الموسوية المبنية على أساسه، ولكنّهم انحرفوا على مدى الزمن، وهبطوا في تصوراتهم إلى مستوى الوثنيات، وأثبتوا في كتبهم (المقدسة) وفي صُلب التوراة أساطير وتصورات عن الله - سبحانه - لا ترتفع عن أحط التصورات الوثنية للإغريق وغيرهم من الوثنيين الذين لم يتلقوا رسالة سماوية، ولا كان لهم من عند الله كتاب.
ولقد كانت عقيدة التوحيد التي أنزلها الله على إبراهيم عقيدة خالصة ناصعة شاملة متكاملة، واجه بها الوثنية مواجهة حاسمة كما صورها القرآن الكريم، ووصى بها إبراهيم بنيه كما وصى بها يعقوب بنيه قبل أن يموت: (واتل عليهم نبأ إبراهيم - إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون - قالوا نعبد أصناماً فنظلُّ لها عاكفين - قال هل يسمعونكم إذ تدعون - أو ينفعونكم أو يضُّرون - قالوا بل وجدنا آبَاءنَا كذلك يفعلون - قال أَفَرَأَيْتُم مَّا كنتم تعبدون - أنتم وَآبَاؤُكُمُ الأقدمون - فإنَّهم عدوٌّ لي إلاَّ ربَّ العالمين - الذي خلقني فهو يهدين - والَّذي هو يطعمني ويسقين - وإذا مرضت فهو يشفين - والَّذي يميتني ثمَّ ُيحيين - والَّذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين - ربَّ هب لي حكماً وألحقني بالصَّالحين - واجعل لي لسان صدقٍ في الْآخِرِينَ)
(1) خصائص التصور الإسلامي، لسيد قطب بتصرف يسير ... ص 11.
نام کتاب : العقيدة في الله نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 280