نام کتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 159
وتفسير الشهادة، وبينها بأمور واضحة.
منها آية الإسراء: بين فيها الرد على المشركين الذين يدعون الصالحين ; ففيها بيان أن هذا هو الشرك الأكبر.
وإذا قلت: الله إله أثبت له الألوهية، لكن لم تنفها عن غيره; فالتوحيد لم يتم.
وإذا قلت لا إله إلا الله أثبت الألوهية لله ونفيتها عما سواه.
قوله: "تفسير الشهادة": الشهادة: هي التعبير عما تيقنه الإنسان بقلبه; فقول: أشهد أن لا إله إلا الله; أي: أنطق بلساني معبرا عما يكنه قلبي من اليقين، وهو أنه لا إله إلا الله.
قوله: "منها آية الإسراء": وهي قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ} [1] الآية; فبين فيها الرد على المشركين الذين يدعون الصالحين، وبين أن هذا هو الشرك الأكبر; لأن الدعاء من العبادة، قال تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [2] فدل على أن الدعاء عبادة، لأن آخر الكلام تعليل لأوله، فكل من دعا أحدا غير الله حيا أو ميتا; فهو مشرك شركا أكبر. ودعاء المخلوق ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: جائز، وهو أن تدعو مخلوقا بأمر من الأمور التي يمكن أن يدركها بأشياء محسوسة معلومة; فهذا ليس من دعاء العبادة، بل هو من الأمور الجائزة، قال صلى الله عليه وسلم " وإذا دعاك فأجبه " [3].
الثاني: أن تدعو مخلوقا مطلقا، سواء كان حيا أو ميتا فيما لا يقدر عليه إلا الله; فهذا شرك أكبر لأنك جعلته ندا لله فيما لا يقدر عليه إلا الله، مثل: يا فلان! اجعل ما في بطن امرأتي ذكرا. [1] سورة الإسراء آية: 57. [2] سورة غافر آية: 60. [3] من حديث أبي هريرة, رواه: مسلم (كتاب السلام, باب من حق المسلم للمسلم رد السلام, 4/1704) .
نام کتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 159