حيث يسمّون الكواكب أربابًا، وقالوا: {أجعل الآلهة إلهًا واحدا} ، وقال [قوم] إبراهيم: {مَن فعل هذا بآلهتنا} ، {أانت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم} ، وقال إبراهيم: {أإفكًا آلهة دون الله تريدون} .
ومن هنا يُعلم أنّ الكفار غير مقرّين بتوحيد الإلهيّة والربوبيّة؛ كما توهّمه من توهّم من قوله: {ولئن سألتهم مَن خلقهم ليقولنّ [الله} ، {ولئن سألتهم مَن خلق السّموات والأرض ليقولنّ] خلقهنّ العزيز العليم} ، {قل مَن يرزقكم من السّماء والأرض} إلى قوله: {فسيقولون الله} ؛ فهذا إقرار بتوحيد الخالقيّة والرازقيّة ونحوهما، لا أنّه إقرار بتوحيد الإلهيّة؛ لأنّهم يجعلون أوثانهم أربابًا ـ كما عرفتَ ـ؛ فهذا الكفر الجاهليّ كفر اعتقاد؛ ومن لازمه: كفر العمل، بخلاف مَن اعتقد في الأولياء النّفع والضّرّ مع توحيد الله والإيمان به وبرسله وباليوم الآخر؛ فإنّه كفر عمل. فهذا تحقيق بالغ وإيضاح لما هو الحقّ من غير تفريط ولا إفراط. انتهى كلام السّيّد المذكور ـ رحمه الله ـ.