فصل
في ذكر ما ورد عن الأئمّة الأربعة
قول أبي حنيفة ـ رضي الله عنه ـ
روى البيهقي بإسناده إلى نوح ابن [أبي] مريم أبي عصمة يقول: كنّا عند أبي حنيفة أوّل ما ظهر؛ إذ جاءته امرأة من ترمذ كانت تجالس جهمًا؛ فدخلت الكوفة؛ فقيل لها: إنّ هاهنا رجلًا قد نظر في المعقول يُقال له: أبو حنيفة؛ فأتيه؛ فأتته؛ فقالت: أنتَ الذي يعلّم النّاس المسائل وقد تركت دينك؟ أين إلهك الذي تعبده؟ فسكتَ عنها، ثم مكث سبعة أيّام لا يجيبها، ثم خرج إلينا، وقد وضع كتابًا: إنّ الله ـ سبحانه وتعالى ـ في السّماء دون الأرض. فقال له رجل: أرأيت قول الله ـ تعالى ـ: {وهو معكم} ؟ قال: هو كما تكتب للرّجل: إنّي معك، وأنتَ عنه غائب.
قال البيهقيّ: لقد أصاب أبو حنيفة ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نفى عن الله ـ تعالى وتقدّس ـ من الكون في الأرض، وفيما ذكر من تأويل الآية، وتبع مطلق السّمع في قوله: إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ في السّماء.
وقال شيخ الإسلام: وفي كتاب «الفقه الأكبر» المشهور عند أصحاب أبي حنيفة الذي رووه بإسناد عن أبي مطيع البلخيّ الحكم بن عبد الله: قال أبو حنيفة: «ومَن قال: